حذرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها رقم 54 الصادر بتاريخ 27 يونيو الجاري، من استمرار انتشار فيروس جدري القردة «Mpox» على نطاق عالمي، بعدما سجلت 49 دولة حول العالم ما مجموعه 6,823 حالة إصابة مؤكدة و16 وفاة حتى نهاية مايو 2025، الأمر الذي يؤكد وجود خطر متجدد يتطلب المراقبة والتحرك الفوري.

انتشار جدري القردة عالمياً يثير القلق

قالت منظمة الصحة العالمية، إن الفيروس لم يتراجع بعد، وهناك مؤشرات على انتقال نشط في عدة دول، مع ظهور حالات جديدة لأول مرة في بعض المناطق، حيث سُجلت إصابات لأول مرة في ألبانيا، وإثيوبيا، ومقدونيا الشمالية، وتوجو، ما يشير إلى توسع جغرافي مستمر.

الصحة العالمية: إفريقيا الأكثر تضرراً من جدري القردة

وقالت منظمة الصحة العالمية في تقريرها، إن قارة إفريقيا هي البؤرة الأكثر نشاطاً لفيروس جدري القردة، بعدما أبلغت 21 دولة إفريقية عن 24,012 حالة مؤكدة و91 وفاة منذ مطلع عام 2025 حتى 22 يونيو الجاري.

وأظهرت البيانات انتشاراً مستمراً للفيروس في 18 دولة إفريقية خلال الأسابيع الستة الأخيرة، خاصةً في مناطق غرب ووسط وشرق القارة السمراء، ورغم تراجع الحالات في دول مثل سيراليون، شددت المنظمة على أن البيانات قد لا تعكس الصورة الكاملة بسبب تأخر الإبلاغ.

أنواع فيروس جدري القردة ونمط انتشاره

يرتبط الانتشار العالمي بثلاث سلالات رئيسية من الفيروس، تعرف باسم «Clades»، أكثرها نشاطاً حالياً هو Clade Ib، المسؤول عن أغلبية الإصابات في الدول غير الإفريقية، والذي انتقل نتيجة علاقات غير مشروعة بين أصحاء ومصابين، ثم تطور ليشمل العدوى داخل الأسر، لتصل فداحته لتسجيل وفاة الأطفال في بعض المناطق.

كما تشهد قارة إفريقيا نشاط سلالتي « Clade Ia» و«Clade IIa»، وتنتقل العدوى بهما في الغالب بالتعرض المباشر للحيوانات، تزامناً مع ازدياد حالات العدوى بين البشر.

منظمة الصحة العالمية: التهديد لا يزال قائماً

أشارت منظمة الصحة العالمية إلى إمكانية السيطرة على المرض، بشرط مواصلة الاستجابة السريعة، وتكثيف رصد الحالات، والتوعية المجتمعية.

كما دعت منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز نظم الإنذار المبكر، وتشديد مراقبة حركة السفر بين الدول، وتقديم الدعم للدول ذات النظم الصحية الهشة، والتنسيق مع البلاد التي تشهد ظهوراً أول للمرض، مع التركيز على جهود الوقاية داخل المجتمعات عالية الخطورة.