أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، أنه سيقصف «بالتأكيد» إيران مجدداً إذا أشارت المعلومات الاستخباراتية إلى أنها لا تزال قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتيح صنع الأسلحة النووية، فيما وصف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الهجوم الإسرائيلي الأمريكي على بلاده بأنه ضربة لا يمكن إصلاح ضررها لنظام منع الانتشار النووي، وكان يمكن أن يتحول إلى حرب واسعة النطاق في المنطقة، في حين أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الأضرار التي نجمت عن الحرب مع إسرائيل «كبيرة»، في وقت باشرت الجمهورية الإسلامية تقييم آثار النزاع.
وعندما سُئل في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض عما إذا كان سيفكر في شن ضربات جديدة إذا لم تنجح غارات الأسبوع الماضي في إنهاء الطموحات النووية الإيرانية، أجاب «بلا شك. بالتأكيد».
واعتبر ترامب أن المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي «هُزم شرّ هزيمة» نتيجة الضربات الأمريكية والإسرائيلية.
من جهة أخرى، وصف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الهجوم الإسرائيلي الأمريكي على بلاده بأنه ضربة لا يمكن إصلاح ضررها لنظام منع الانتشار النووي، وكان يمكن أن يتحول إلى حرب واسعة النطاق في المنطقة
وأضاف بزكشيان في كلمة بقمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، أن المنشآت النووية الخاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية استهدفت بالهجوم، مشيراً إلى أن هذه الهجمات جاءت بالتزامن مع مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
واعتبر بزشكيان أن «عدوان أمريكا وإسرائيل يشكل انتهاكاً صارخاً للقواعد الدولية».
وتابع أن إيران مارست حق الدفاع المشروع وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وتطرق بزشكيان إلى طبيعة الهجمات، مشيراً إلى استهداف أساتذة الجامعات والعسكريين والمرضى والمدنيين، معرباً عن شكره للدول المستقلة التي دانت هذا العدوان.
في السياق، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، أمس الجمعة، إن إسرائيل ارتكبت خطأ استراتيجياً ودفعت الثمن، معتبرة أن أهدافها من الهجوم على إيران تحولت إلى إخفاقات على شتى الصعد.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس الأول الخميس، أن الأضرار التي نجمت عن الحرب مع إسرائيل «كبيرة»، في وقت باشرت الجمهورية الإسلامية تقييم آثار النزاع.
وصرح عراقجي للتلفزيون الرسمي بأن «خبراء من منظمة الطاقة النووية (الإيرانية) يجرون حالياً تقييماً مفصلاً للأضرار»، مضيفاً أن «مناقشة المطالبة بتعويضات» أصبحت الآن في مقدم جدول أعمال الحكومة.
وقال إن «التكهنات حول استئناف المفاوضات النووية ينبغي عدم التعامل معها بجدية. أقول بوضوح إنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق أو ترتيب بهدف البدء بمفاوضات جديدة. لا خطة حتى الآن للبدء بمفاوضات».
وتابع عراقجي: «فيما يتعلق بالمفاوضات مع الولايات المتحدة، نحن نقوم حالياً بتقييم ما هو الأفضل لمصالحنا الوطنية». لكنه أضاف أنه لم يتم تقديم أي التزامات بشأن استئناف المحادثات.
على صعيد آخر، أعلن النائب في البرلمان والمتحدث باسم اللجنة الثقافية البرلمانية، أحمد راستينه، لموقع «مرصد إيران»، أن إسرائيل حاولت في حربها على إيران إسقاط النظام، مؤكداً أن الضربات الأمريكية والإسرائيلية لم تمس اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزي.
وقال راستينه إن النظام الصهيوني، وبتنسيق كامل مع الولايات المتحدة، شنّ هجوماً على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتحقيق 3 أهداف، كان على رأسها إسقاط النظام»، على حد تعبيره.
وأضاف راستينه: «كان أعداء إيران يتوهمون أنه، بالنظر إلى وجود توجهات سياسية متعددة داخل البلاد، إضافةً إلى اختلال في توازن الطاقة والمشكلات الاقتصادية، يمكنهم من خلال هجوم خاطف أن يزيدوا من حالة السخط الشعبي، ويدفعوا المعارضين إلى ميدان المواجهة بهدف إسقاط النظام».
وتابع: «إسقاط النظام كان الهدف الرئيسي للهجوم الإسرائيلي على إيران، والصهاينة ركّزوا، خلال أول 24 ساعة من الهجوم، جميع ضرباتهم على زعزعة البنية السياسية وهيكل القيادة في البلاد، لكنهم فشلوا في تحقيق هذا الهدف، وتم تعيين قادة ميدانيين أقوى من سابقيهم، ما عزز التماسك داخل هيكل القيادة، وجعل المسؤولين والسلطات الثلاث أكثر انسجاماً في الدفاع عن الشعب الإيراني».
وذكر راستينه أن وقف دورة تخصيب اليورانيوم وتدمير قدرة إيران على إنتاج الصواريخ البالستية كانا الهدفين الآخرين لإسرائيل من الهجوم، مشيراً إلى أن «هذه الأهداف أيضاً لم تتحقق إطلاقاً خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً».
وكشف النائب أن «اليورانيوم المخصب نُقل بالكامل من المواقع المستهدفة، وأُعيد نشر أجهزة الطرد المركزي المتطورة في أماكن أخرى، وتم تفعيل قدرات جديدة للتخصيب داخل البلاد». (وكالات)
0 تعليق