أطلقت شركة «سبيس إكس» إلى الفضاء أول قمر اصطناعي يحمل حاسوباً كمومياً، حيث سيبدأ المعالج الكمومي عمله على ارتفاع 550 كيلومتراً فوق سطح الأرض.
ويُعد هذا الإطلاق أول عملية في التاريخ لإرسال حاسوب كمومي ضوئي إلى الفضاء، وهي خطوة تحولية في تطور تكنولوجيا الكم. وتم إطلاق الجهاز الذي لا يزيد حجمه على صندوق صغير على متن صاروخ «فالكون 9» من قاعدة «فاندنبرغ» في كاليفورنيا، كجزء من مهمة Transporter-14 لـ«سبيس إكس»، وهو من تطوير فريق دولي بقيادة فيليب فالتر من جامعة فيينا.
ومن المقرر أن يبدأ المعالج الكمومي العمل على ارتفاع حوالي 550 كيلومتراً فوق الأرض. ومن بين 70 حمولة مفيدة شملتها المهمة، بما في ذلك الأقمار الاصطناعية الصغيرة والكبسولات، لفت هذا الحاسوب المصغر انتباه المجتمع العلمي لقدرته على إحداث ثورة في أساليب معالجة البيانات في الفضاء.
وأكد مدير المشروع فيليب فالتر: «أصبحت لدينا الآن المعرفة والخبرة اللازمة لمزيد من التجارب في الفضاء، سواء في مجال فيزياء الكم الأساسية أو التطبيقات العملية».
وتمكن الفريق المكون من سيمون شتاينر وإيريس أغريش وفيليب فالتر من تقليص مختبر كمومي كامل إلى حجم صندوق صغير. ويعمل هذا الحاسوب الكمومي الضوئي على إجراء الحسابات باستخدام الفوتونات (جزيئات الضوء)، ويُعالج البيانات بطريقة تناظرية باستخدام الضوء وخصائصه الموجية مثل التداخل والانعراج، ما يمكّنه من إجراء حسابات معقدة بكفاءة عالية، مثل تحويل «فورييه» أو الالتفاف الرياضي، وهي عمليات تُستخدم على نطاق واسع في معالجة الصور والتعرف الى الإشارات وتحليل البيانات.
ويتمكن الحاسوب من معالجة البيانات مباشرة على متن القمر، ما يلغي الحاجة لإرسال المعلومات الخام إلى الأرض، ويقلل من استهلاك الطاقة وزمن الاستجابة في حال الكشف الفوري عن حرائق الغابات مثلاً.
0 تعليق