في زيارة «تاريخية» لتركيا.. رئيس الوزراء الأرميني يلتقي أردوغان

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إسطنبول - أ ف ب

بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، بعد ظهر الجمعة، اجتماعهما في إسطنبول، في خطوة اعتبرتها يريفان «تاريخية» نحو سلام إقليمي.

وجاء في بيان للرئاسة التركية «بدأ الاجتماع»، في إشارة إلى المحادثات التي بدأت قبيل الساعة 19,00 (16,00 بتوقيت غرينتش) في قصر دولما بهجة العثماني على ضفاف البوسفور.

ولا ترتبط أرمينيا وتركيا بعلاقات دبلوماسية رسمية، وحدودهما المشتركة مغلقة منذ التسعينات.

وقال محللون، إن باشينيان سيدعو إلى تسريع الخطوات نحو تطبيع العلاقات مع تركيا.

ويسود توتر بين تركيا وأرمينيا على خلفية وقائع تاريخية، كذلك دعمت أنقرة حليفتها أذربيجان في نزاعها الذي استمر لفترة طويلة مع أرمينيا بشأن إقليم ناغورني كارباخ الذي سيطرت عليه باكو في 2023 بعدما حكمه انفصاليون أرمن على مدى ثلاثة عقود.

وقال رئيس مجلس النواب الأرميني آلن سيمونيان للصحفيين: «هذه زيارة تاريخية؛ إذ ستكون المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس وزراء جمهورية أرمينيا بزيارة لتركيا بهذا المستوى، ستُناقش جميع القضايا الإقليمية».

أضاف أن «مخاطر اندلاع حرب (مع أذربيجان) في الوقت الحالي ضئيلة، ويجب أن نعمل على تحييدها. زيارة باشينيان إلى تركيا خطوة في هذا الاتجاه».

تطبيع

وقال مسؤول بوزارة خارجية أرمينيا لوكالة فرانس برس، إن أردوغان وباشينيان سيناقشان الجهود من أجل التوصل إلى معاهدة سلام شاملة بين أرمينيا وأذربيجان، إضافة إلى التداعيات الإقليمية للحرب الإسرائيلية الإيرانية.

والخميس، زار رئيس أذربيجان إلهام علييف تركيا؛ حيث أجرى محادثات مع أردوغان، وأشاد بالتحالف التركي الأذربيجاني بوصفه «عاملاً مهماً ليس فقط على الصعيد الإقليمي بل على مستوى العالم».

وكرر أردوغان دعمه لـ«إرساء سلام بين أذربيجان وأرمينيا».

ووافقت باكو ويريفان على نص معاهدة سلام في مارس/آذار، لكن باكو حددت منذ ذلك الحين مطالب من بينها تعديل لدستور أرمينيا، قبل التوقيع على الوثيقة.

بذل باشينيان جهوداً حثيثة لتطبيع العلاقات مع كل من باكو وأنقرة.

وقال الباحث في مركز كارنيغي أوروبا توماس دي فال لوكالة فرانس برس، إن «باشينيان حريص جداً على إخراج أرمينيا من عزلتها، وأفضل سبيل لتحقيق ذلك هو اتفاقية سلام مع أذربيجان واتفاقية تطبيع مع تركيا».

واعتبر أن أذربيجان، الحليف الوثيق لأنقرة، هي العائق الرئيسي أمام التطبيع مع تركيا.

وأضاف أن «تركيا تواجه معضلة استراتيجية هنا: من جهة تريد الحفاظ على ولائها لأذربيجان، ومن جهة أخرى فإن فتح الحدود الأرمينية يجعلها لاعباً أكبر في جنوب القوقاز».

باشينيان يتنازل

ورأى الباحث أن فتح الحدود من شأنه أن يدعم الاقتصاد في شرق تركيا، ويُقلل من النفوذ الروسي، ومن المرجّح أن يُحسّن علاقات أنقرة مع واشنطن والغرب، من بين أمور أخرى.

وقال، إن «باشينيان لن يحقق هذا بمفرده، ولن نرى تغييراً إلا عندما يُصبح هذا الأمر في مقدمة الأجندة الغربية مع تركيا».

لم يزرْ باشينيان تركيا سوى مرة واحدة من قبل لحضور حفل تنصيب أردوغان في 2023، آنذاك كان أحد أوائل القادة الأجانب الذين قدموا التهنئة لأردوغان على إعادة انتخابه.

وعينت أنقرة ويريفان موفدين خاصّين في أواخر 2021 لقيادة عملية تطبيع بعد عام على هزيمة أرمينيا في حرب مع أذربيجان حول منطقة كارباخ المتنازع عليها.

في 2022 استأنفت تركيا وأرمينيا الرحلات الجوية التجارية بعد تعليقها لعامين.

غير أن هذا التقارب المطلوب غير مؤكد؛ إذ لم تصادق أرمينيا في وقت سابق على اتفاق تم التوصل إليه عام 2009 من أجل فتح الحدود بين البلدين، قبل أن يتم التخلي عنه عام 2018.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق