دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل، أمس الجمعة، أسبوعها الثاني وسط تصعيد كبير وقلق من حرب استنزاف طويلة بين الطرفين. وأطلقت إيران عدداً من الصواريخ على إسرائيل، كان أبرزها صاروخ على بئر السبع وأصاب مبنى لشركة تكنولوجية في منطقة تعرف ب«العاصمة السيبرانية»، فيما، أعلنت إسرائيل استهداف بنى تحتية عسكرية في طهران أبرزها ما تم وصفه بأنه «مركز أبحاث وتطوير لمشروع الأسلحة النووية الإيراني» إضافة إلى اغتيال عالم نووي، في وقت دعا فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى الاستعداد «لحملة طويلة» في الحرب مع إيران، داعياً السكان إلى الاستعداد «لأيام صعبة».

في اليوم الثامن من الحرب، اعترف الجيش الإسرائيلي بأن إيران أصبحت تستخدم صواريخ متعددة الرؤوس الحربية «ما يشكّل تحدياً جديداً لدفاعاته». وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، أمس الجمعة، أن إيران نفّذت هجوماً استهدف منطقة «غاف يام نيجيف» في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل، في تصعيد لافت ضمن المواجهة العسكرية المستمرة بين الطرفين. وتُعرف هذه المنطقة إسرائيلياً ب«العاصمة السيبرانية»، لما تمثّله من أهمية استراتيجية في مجال الأمن الرقمي والتكنولوجيا الدفاعية.

وكشف الإعلام العبري أن المبنى الذي طالته ضربة صاروخية إيرانيَّة في إحدى المنشآت العسكرية الإسرائيلية يُعدّ مركزاً سيبرانياً حيوياً تابعاً للجيش الإسرائيلي. ووفق المعطيات الأولية، فإن«المبنى رقم 4» المستهدف يضم مدرسة الحاسوب والدفاع السيبراني التابعة للجيش الإسرائيلي، وتُشرف عليه المديرية العامة للحوسبة والاتصالات في قيادة الأركان.

وأفادت شبكة «سي.إن.إن» باندلاع حريق بالقرب من مبنى«مايكروسوفت» في بئر السبع جراء الهجوم الإيراني. وذكرت وكالة «نور نيوز» أن الحرس الثوري استهدف مقر البث الميداني للقناة ال14 في حيفا بصواريخ بعد إنذار مسبق.

وفي الأثناء، أفاد الإسعاف الإسرائيلي بإصابة أكثر من 31 إسرائيلياً بجراح، مساء أمس الجمعة، بينهم شخص بحالة خطرة، إثر سقوط صاروخ في مدينة حيفا، شماليّ إسرائيل، إضافة إلى سقوط صواريخ أخرى في مواقع متفرقة.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، استهداف قاعدتي «نيفاتيم» و«حتسريم»، ومراكز عسكرية وقيادة وسيطرة، وصناعات دفاعية، وشركات داعمة للعمليات الإسرائيلية. وأفاد الجيش الإسرائيلي بوقوع انفجارات ضخمة في مدينة حيفا بينما دوت الإنذارات في كل المناطق من الشمال إلى الجنوب في إسرائيل.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه استخدم صواريخ بعيدة المدى وثقيلة ومسيّرات، ضمن تكتيكات جديدة وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: إن 20 صاروخاً أطلقت من إيران باتجاه حيفا. وأظهرت مقاطع متداولة ونشرها الإسرائيليون سقوط صاروخ بين مجمع أبنية وتبعه دوي انفجار ضخم في حيفا.

وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنه يجب الاستعداد «لحملة طويلة» في الحرب مع إيران، داعياً السكان إلى الاستعداد «لأيام صعبة».

وقال إيال زامير في رسالة مصورة خاطب فيها الإسرائيليين: «لقد أطلقنا الحملة الأكثر تعقيداً في تاريخنا (...) علينا أن نكون مستعدين لحملة طويلة. رغم إحراز تقدم كبير، تنتظرنا أيام صعبة. نستعد لاحتمالات عديدة». وبعد أن كان الجيش الإسرائيلي يقول: إن معظم قدرات إيران الصاروخية دمرت ولم يتبق لها إلا بضع مئات، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس: إن إيران لديها 28 ألف صاروخ وتحاول تطوير قنابل نووية.

إلى ذلك، قالت هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان) ووسائل إعلام محلية أخرى: إن عالماً نووياً إيرانياً قتل في قصف مبنى في طهران، أمس الجمعة. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على التقارير الإعلامية بعد.

وضرب الجيش الإسرائيلي، خلال الليلة قبل الماضية ويوم أمس، عشرات الأهداف في طهران، لا سيما ما وصفه بأنه مركز ل«تطوير برنامج الأسلحة النووية الإيراني». وأورد الجيش في بيان أنه «نفذ سلسلة ضربات في قلب طهران، وأُصيبت عشرات الأهداف بما فيها مواقع لإنتاج الصواريخ العسكرية ومقر منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية المكلفة بالبحث وتطوير برنامج الأسلحة النووية الإيراني».

وأوضح الجيش أن الهيئة المكلفة ب«تطوير تكنولوجيات وأسلحة فائقة التطور تدعم القدرات العسكرية للنظام الإيراني». كما ذكر الجيش أنه ضرب «منشآت لإنتاج مكونات الصواريخ ومصانع تنتج مواد أولية مستخدمة في صنع محركات للصواريخ». من جهة أخرى، أشار البيان إلى اعتراض الدفاعات الجوية أربع مسيّرات أطلقت من إيران.

(وكالات)