عثرت الشرطة الإيطالية على طفلين يبلغان من العمر 6 و9 سنوات يعيشان في عزلة تامة داخل مزرعة نائية بمنطقة بيدمونت شمالي البلاد، تحت رعاية والدهما الذي يُوصف بأنه مهووس بنظريات المؤامرة المتعلقة بالفيروسات.
جاء الاكتشاف خلال عملية إجلاء مؤقتة نفذتها قوات الدرك بسبب الفيضانات التي ضربت مقاطعة بييمونتي. وعند وصولهم إلى منزل ريفي في بلدة لوريانو قرب تورينو، تفاجأ رجال الأمن بوجود الطفلين وهما يرتديان حفاظات، لا يتكلمان، ولا يعرفان القراءة أو الكتابة، كما لم يكونا مسجلين في الأوراق الرسمية والتعليمية الإيطالية.
الوالدان، وهما هولنديان، زعما أنهما يعلمان طفليهما في المنزل ويوفران لهما كل ما يحتاجان اليه من طعام وكتب وألعاب، إلا أن التحقيقات أظهرت أن الطفلين عاشا في عزلة شبه تامة على مدار سنوات منذ قدوم الأسرة إلى إيطاليا من ألمانيا خلال جائحة «كوفيد-19».
وذكرت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» أن الأب، البالغ من العمر 54 عاماً، عاش في المنطقة لثلاث سنوات دون أن يلحظه أحد، ووُصف بخوفه الشديد من «كوفيد» وغيره من الفيروسات، حيث رفض تطعيم أطفاله معتقداً أن الحكومات تسعى لنشر الفيروسات عمداً.
وبحسب المسؤولين، جُهز منزل الأسرة ليكون مكتفياً ذاتياً من حيث الطاقة والمياه، ما سهل على الأب عزل أسرته عن المجتمع تماماً. وقال رئيس بلدية المنطقة إن الوصول إلى المنزل يتطلب عبور طريق طويل وسط الغابة.
وقررت محكمة الأحداث في تورينو نزع حضانة الطفلين من والديهما بعد أن تبين عدم أهليتهما لرعايتهما، وتم نقل الشقيقين إلى مركز رعاية متخصص في انتظار وضعهما مع أسرة بديلة.
الحادثة أعادت إلى الأذهان واقعة مشابهة حدثت في مدينة أوفييدو الإسبانية، حيث قام أب بعزل أطفاله لسنوات خوفاً من العدوى خلال الجائحة.
0 تعليق