علَّقت إيران رسمياً، أمس الأربعاء، تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد أن صادق الرئيس مسعود بزشكيان على القانون الذي أقرَّه البرلمان الأسبوع الماضي عقب الضربات الإسرائيلية والأمريكية على منشآت نووية وأعلنت إغلاق مجالها الجوي في غرب البلاد ووسطها أمام الرحلات الدولية العابرة لأسباب أمنية، بينما اعتبرت ألمانيا أن تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يرسل «إشارة كارثية»، فيما دعت إسرائيل الدول الأوروبية إلى إعادة فرض العقوبات، التمست تحركاً من الصين باستخدام نفوذها الاقتصادي والسياسي لكبح الطموحات النووية الإيرانية.
وأورد التلفزيون الإيراني الرسمي أن بزشكيان «صادق على قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التابعة للأمم المتحدة، ما يجعله نافذاً.
وينص القانون على أن أي عملية تفتيش مستقبلية تجريها الوكالة للمواقع النووية الإيرانية ستتطلب موافقة مجلس الأمن القومي الأعلى في طهران.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان «نحن على علم بهذه التقارير وتنتظر الوكالة معلومات رسمية إضافية من إيران».
وفي سياق منفصل، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، أمس الأربعاء: «إن استهداف منشآتنا النووية أثبت أن قانون الغابة يحكم العالم».
وذكرت شبكة «إس.إن.إن» الإيرانية، نقلاً عن متحدث باسم وزارة الطرق والتنمية الحضرية، أمس الأربعاء أن المجال الجوي في غرب إيران ووسطها مغلق أمام الرحلات الدولية العابرة لأسباب أمنية، في حين أن المجال الجوي في الشرق مفتوح أمام الرحلات.
وقالت الشبكة: إنه تم تمديد إلغاء الرحلات الداخلية والخارجية في المناطق الشمالية والجنوبية والغربية من البلاد حتى الساعة 1400 بالتوقيت المحلي اليوم الخميس.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر المجتمع الدولي، أمس الأربعاء إلى «التحرك بحزم» لوقف البرنامج النووي الإيراني وذلك بعد القرار الإيراني بتعليق التعاون مع وكالة الطاقة الذرية.
ودعا ساعر عبر حسابه على منصة «إكس» كلاً من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى «إعادة فرض جميع العقوبات على إيران». وأضاف: «يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بحزم الآن ويستخدم جميع الوسائل المتاحة له لوقف الطموحات النووية الإيرانية».
واعتبرت ألمانيا أن تعليق إيران تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية يرسل «إشارة كارثية» وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية: «إنه من أجل حل دبلوماسي (للملف النووي)، من الضروري أن تعمل إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
على صعيد آخر، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى حث الصين على استخدام نفوذها، باعتبارها أحد المشترين الرئيسيين للنفط الإيراني، للضغط على طهران من أجل التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي وتهدئة الصراع في الشرق الأوسط.
والتقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي في وقت متأخر، أمس الأربعاء في بروكسل مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في إطار جولة سيزور خلالها أيضاً برلين وباريس.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي: إن جزءاً من المناقشات بين كالاس ووانغ سيتناول ملف الشرق الأوسط وأضاف المسؤول: «إن لدى الصين علاقة فريدة من نوعها مع إيران، وينبغي لها استغلالها لحث طهران على عدم السعي إلى امتلاك أسلحة نووية وكذلك تهدئة الصراع».
بدورها، حثت إسرائيل الصين على استخدام نفوذها الاقتصادي والسياسي لكبح الطموحات العسكرية والنووية الإيرانية.
وقالت القنصل العام لإسرائيل في شنغهاي رافيت باير، للصحفيين، أمس الأول الثلاثاء: «إن الصين هي الوحيدة القادرة على التأثير على إيران وستنهار إيران إذا لم تشتر الصين نفطها»، حسبما ذكرت وكالة (بلومبيرغ) للأنباء أمس الأربعاء. (وكالات)
0 تعليق