نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نساء تحت مظلة الصيف, اليوم الخميس 3 يوليو 2025 02:08 صباحاً
في مشاهد متكررة على الطرقات والأرصفة العامة، يقفن نساء بطريقة بدائية بسيطة يبعن الشاي والقهوة تحت لهيب شمس الصيف الحارقة، ربما لم تساعدهن الظروف للحصول على مؤهل تعليمي أو شهادة دراسية، يسعين لتوفير لقمة العيش الشريف وهذه الصور التي أضحت مألوفة تطرح تساؤلا: أين دور القطاع الخاص في هذا المشهد لتفعيل دور المسؤولية المجتمعية؟
هن متعففات لم ينتظرن الوظيفة بل صنعن الفرص، نساء مثابرات في معترك الحياة يدعمن أنفسهن وأسرهن؛ والوقوف بجانبهن ليس خيارا بل واجب ديني وأخلاقي على كل من لديه القدرة لمد يد العون بتذليل العقبات وتهيئة الإمكانات، خصوصا على الشركات والمؤسسات والبنوك، لأنهم شركاء في بناء الوطن، والمسؤولية المجتمعية هي إحدى ركائز الرؤية الواعدة 2030 بأن نكون مجتمعا حيويا، من خلال دعم الفئات ذات الدخل المحدود التي تشارك بطريقة غير مباشرة في تدوير حركة العمل المحلي.
باستطاعة القطاع الخاص تقديم مبادرات ورعايات عليها شعارات كدعاية وإعلان ترويجي لتحقيق الدعم اللوجستي برسوم رمزية آجلة أو دفعات نسبية مقسطة، وذلك بإنشاء أكشاك مكيفة في مناطق محددة بتصميم يحفظ لهن كرامتهن ويوفر لهن ظروفا بيئية وإنسانية للعمل؛ كذلك تمويل مشاريع صغيرة عبر برامج تمويل ميسّرة أو شراكات غير ربحية تساعدهن على تحويل أماكنهن المتنقلة إلى مشاريع مرخصة ومطورة؛ وأيضا تقديم دورات تدريبية مجانية في مجالات السلامة الغذائية، والتسويق، وإدارة المشاريع الصغيرة، لتطوير أعمالهن وتحسين فرص نجاحهن؛ والتعاون مع الجهات الرسمية مثل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والبلديات والغرف التجارية لتنظيم عملهن دون تعقيدات أو عقوبات.
العمل الإنساني هو استثمار مجتمعي يعكس استقرار المجتمع، ويساعد في سد العوز المادي والعجز المعنوي، ويعمل على خفض معدل البطالة ورفع جودة الحياة التي تتنامى بتكافل المجتمع وتعاضده.
صحيح أن الدولة تبذل جهودا مشكورة في الدعم المادي والتوعوي بتنظيم العمل الحر وإصدار التشريعات العامة، ولكن المرونة وسرعة الاستجابة تقع على أصحاب المال والأعمال لتحويل حياة هؤلاء النساء إلى قصص نجاح حقيقية.
إدراك المسؤولية المجتمعية لا يقاس بحجم التبرع، بل بأثره واستدامته؛ فهن مؤشر على روح العمل في مجتمعنا، وإكرامهن هو اختبار حقيقي لإنسانيتنا، باعتبارهن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، ونحن جميعنا فعليا ندعم ونقدر لهن فكرة السعي الدؤوب وإعلاء قيمة الكسب اليدوي.
قال عليه الصلاة والسلام: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه وقال: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته وقال: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
Yos123Omar@
0 تعليق