أطلقت شركات تكنولوجيا كبرى، من بينها «غوغل» و«مايكروسوفت»، تحذيرات من الاعتماد المستمر على كلمات المرور التقليدية، التي باتت أقل أماناً أمام التهديدات السيبرانية المتصاعدة.
وبدلاً من كلمات المرور، تدفع هذه الشركات نحو تبني نظام «مفاتيح المرور» Passkeys، وهي تقنية حديثة تتيح للمستخدمين تسجيل الدخول إلى حساباتهم باستخدام وسائل تحقق بيومترية مثل بصمة الإصبع، أو التعرف إلى الوجه، أو رقم PIN، ما يقلل بشكل كبير من خطر التصيد الاحتيالي.
ويأتي هذا التوجه بعد تحذير من شركة Okta الأمريكية المتخصصة في إدارة الهوية والوصول، من أن مجرمي الإنترنت باتوا يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي لتصميم مواقع تصيد تحاكي بدقة كبيرة صفحات تسجيل الدخول الأصلية لخدمات حساسة مثل Microsoft 365 ومنصات العملات الرقمية.
وأشارت Okta إلى أن أدوات مثل v0.dev، المطورة من شركة Vercel، تتيح للمستخدمين إنشاء واجهات مواقع إلكترونية عبر أوامر نصية فقط، وأن القراصنة استغلوها لإنشاء صفحات مزيفة يصعب تمييزها عن الحقيقية، خاصة بعد اختفاء الأخطاء الإملائية أو التصميمية التي كانت تكشف محاولات الاحتيال.
في هذا السياق، يؤكد خبراء الأمن السيبراني أن مفاتيح المرور تُعد أكثر أماناً، كونها مقاومة لمحاولات التصيد. ويوصون باستخدامها عند توافرها، أو على الأقل اعتماد كلمات مرور قوية وفريدة إلى جانب أساليب تحقق ثنائية لا تعتمد على الرسائل النصية.
ويشير الخبراء إلى أن مشهد التهديدات الرقمية يشهد تحولاً نوعياً، إذ لم يعد الذكاء الاصطناعي أداة دفاع فحسب، بل أصبح وسيلة هجومية فعالة بيد المهاجمين.
وفي مواجهة هذا الواقع، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات حماية شخصية حديثة وواعية، تواكب تطورات المشهد الرقمي وتتفوق على الأساليب التقليدية.
0 تعليق