أكد الزعيم الإيراني علي خامنئي، الأربعاء إن بلاده لن تقبل دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الاستسلام غير المشروط.
وفي أول تصريحات له منذ يوم الجمعة، عندما ألقى خطاباً بثته وسائل إعلام رسمية، بعد أن بدأت إسرائيل بقصف إيران، قال خامنئي: إنه لا يمكن فرض السلام أو الحرب على بلده.
وتابع: «العقلاء الذين يعرفون إيران وشعبها وتاريخها لا يتحدثون البتة بلغة التهديد إلى هذا الشعب لأن الشعب الإيراني لن يستسلم».
وأضاف: «وليعلم الأمريكيون أن أي تدخل عسكري أمريكي سترافقه بلا ريب خسائر لا يمكن تعويضها».
- تواصل الفرار من طهران
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، فر آلاف من طهران، بعد أن نفذت مقاتلات إسرائيلية هجمات على المدينة خلال الليل، بينما قال مصدر إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس خيارات تشمل الانضمام إلى إسرائيل في مهاجمة المواقع النووية الإيرانية.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، إن 50 مقاتلة قصفت نحو 20 هدفاً في طهران الليلة الماضية، بما في ذلك مواقع لإنتاج مواد خام ومكونات وأنظمة تصنيع صواريخ.
وطلبت إسرائيل من سكان منطقة في جنوب غرب طهران مغادرتها حتى تتمكن قواتها الجوية من قصف منشآت عسكرية.
وردت إيران بإطلاق وابل جديد من الصواريخ على إسرائيل، وبتحذير للولايات المتحدة من مغبة مشاركتها في الحرب، مؤكدة أنها سترد على ذلك.
واكتظت الطرق الشمالية المؤدية إلى خارج طهران بالسيارات، وشهدت اختناقات وكثافة مرورية.
وقال علي رضا (37 عاماً) وهو رجل أعمال: «غادرنا طهران هذا الصباح. أطفالي خائفون وسنقيم في منزل لأخي قرب كرج».
استسلام غير مشروط!
وفي سلسلة من التصريحات عبر وسائل للتواصل الاجتماعي الثلاثاء، أشار ترامب صراحة إلى مسألة اغتيال خامنئي.
وكتب على منصة تروث سوشيال: «نعرف على وجه اليقين مكان اختباء خامنئي. لن نقضي عليه، على الأقل ليس في الوقت الراهن. صبرنا ينفد».
وبعد ثلاث دقائق كتب في منشور جديد: «استسلام غير مشروط!» وزادت تلك التصريحات من التكهنات حول مشاركة الولايات المتحدة في الحرب.
وقال مصدر مطلع، إن ترامب وفريقه يدرسون خيارات عدة، بينها مشاركة إسرائيل ضرب مواقع نووية إيرانية.
وقال علي بحريني سفير إيران في الأمم المتحدة في جنيف،: إن بلاده أبلغت واشنطن بأنها سترد عليها، إذا شاركت في الحرب بشكل مباشر. وأضاف أنه يعتبر الولايات المتحدة «متواطئة فيما تقوم به إسرائيل». وتابع: «لن نظهر أي تردد في الدفاع عن شعبنا وأمننا وأرضنا. سنرد بجدية وقوة ودون ضبط للنفس».
وتستكشف إيران الخيارات التي قد تستخدمها للضغط، بما في ذلك تهديدات ضمنية بالإضرار بسوق النفط العالمية من خلال تقييد الوصول إلى منطقة الخليج عبر مضيق هرمز، وهو الشريان الأهم في العالم لتدفق وشحن النفط.
وقال وزير الاقتصاد الإيراني السابق إحسان خاندوزي على «إكس»، إن على بلاده البدء بسرعة في طلب الإذن من الناقلات التي تعبر المضيق. وأضاف أن تلك الخطوة ستكون حاسمة، إذا نفذت بسرعة.
* حظر على التصوير داخل إيران
وتسبب أكبر هجوم تتعرض له إيران منذ الحرب مع العراق في الثمانينات في مقتل نخبة من كبار القادة. وأبدت طهران عزماً على منع الفزع، ونقص الإمدادات، ولم يسمح سوى بتبادل لقطات محدودة للدمار مقارنة بالأيام الأولى من القصف عندما بثت وسائل إعلام رسمية صور انفجارات وحرائق وبنايات سكنية سويت بالأرض. وفرضت السلطات حظراً على تصوير الأفراد لأي مشاهد عامة.
وفرضت السلطات قيوداً على كمية الوقود التي يمكن للسكان شراؤها. وقال وزير النفط محسن باك نجاد للتلفزيون الرسمي، إن القيود تهدف للحيلولة دون حدوث أي نقص، لكن لن تكون هناك مشكلة في توفير الوقود.
وقالت مصادر مطلعة، إن مقتل مستشارين عسكريين وأمنيين قريبين من خامنئي أحدث خللاً كبيراً في دائرته المقربة، وزاد خطر ارتكاب أخطاء استراتيجية.
وأعلن مسؤولون إيرانيون مقتل 224 شخصاً، معظمهم مدنيون، لكن السلطات لم تحدث الأعداد منذ أيام. وقالت السلطات الإسرائيلية، إن إيران أطلقت نحو 400 صاروخ صوب إسرائيل منذ الجمعة، اخترق نحو 40 منها الدفاعات الجوية، ما أسفر عن مقتل 24 جميعهم مدنيون.
وتلك هي المرة الأولى في عقود من حروب الظل والصراع عبر جماعات تقاتل بالوكالة التي تخترق فيها صواريخ إيرانية الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وتتسبب في سقوط قتلى في منازلهم.
وفي إسرائيل، سمع دوي انفجارات فوق تل أبيب. وقال الجيش، إن وابلين من الصواريخ الإيرانية أطلقا باتجاه إسرائيل صباح الأربعاء.
وذكرت وكالة «مهر»للأنباء، أن اشتباكات وقعت في الصباح، بين قوات الأمن ومسلحين مجهولين في مدينة ري جنوبي طهران.
وأضافت الوكالة، أن المسلحين «أفراد يعتقد أنهم مرتبطون بالموساد، أو جواسيس إسرائيليون»، وأشارت إلى أنهم خططوا «لتنفيذ عمليات إرهابية في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة».
وقالت مواقع إخبارية إيرانية، أن إسرائيل تهاجم أيضاً جامعة مرتبطة بالحرس الثوري في شرق البلاد، ومنشأة خجير للصواريخ الباليستية قرب طهران.
* ترامب يبقى العالم في حيرة
وأدت رسائل ترامب المتناقضة والغامضة أحياناً عبر وسائل تواصل اجتماعي تراوح بين المقاربات الدبلوماسية، لإنهاء الحرب والتهديدات بالانضمام إليها في إذكاء حالة الضبابية المحيطة بالأزمة.
ولم تتخذ الولايات المتحدة حتى الآن سوى إجراءات غير مباشرة في الصراع، بما في ذلك المساعدة على إسقاط صواريخ أطلقتها إيران صوب إسرائيل. لكن واشنطن لديها قدرات تفتقر إليها إسرائيل مثل القدرة على تدمير محطة فوردو للتخصيب في عمق الجبل.
وقال مسؤولين أمريكيين، إن واشنطن تنشر المزيد من الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط، وتوسع نطاق نشر طائرات حربية أخرى.
وذكر مصدر مطلع على تقارير مخابرات أمريكية، أن إيران حركت بعض منصات إطلاق الصواريخ الباليستية، لكن من الصعب تحديد ما إذا كانت تستهدف القوات الأمريكية أم إسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في 2023، تراجع نفوذ إيران في المنطقة بسبب الضربات القوية التي وجهتها إسرائيل لحلفائها من حماس وجماعة حزب الله في لبنان إلى جماعة الحوثي اليمنية، وفصائل مسلحة في العراق، إضافة إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
0 تعليق