واصلت إيران وإسرائيل، أمس الأحد، تبادل الضربات المدمرة التي تتصاعد خصوصاً في إسرائيل جراء الهجمات الصاروخية المتلاحقة التي أحدث وضعاً غير مسبوق. واستهدفت صواريخ باليستية تكتيكية موجهة، تل أبيب ويافا وحيفا، تسببت في قتلى وعشرات المصابين، وألحقت دماراً كبيراً بالمباني في إسرائيل، فيما تعرضت مناطق إيرانية لهجمات إسرائيلية ضربت مناطق بمدينة شيراز جنوبي البلاد. وقالت إسرائيل إنها قصف منشأة نووية في مدينة أصفهان وسط إيران، وهددت بضرب أخرى.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس، بارتفاع عدد القتلى نتيجة القصف الصاروخي الإيراني في بات يام وتل أبيب إلى نحو 250 قتيلاً وجريحاً، وسط تقارير عن 20 مفقوداً تحت الأنقاض وتضرر 61 مبنى. وأكدت القوات المسلحة الإيرانية أنه «لا حدود» في الرد على إسرائيل بعدما «تجاوزت كل الخطوط الحمراء». ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قوله إن ردود إيران على الهجمات الإسرائيلية ستكون «أكثر حسماً وشدة» إذا استمرت الأعمال العدائية الإسرائيلية. وأضاف بزشكيان أن الجيش الإيراني رد حتى الآن «بقوة وبشكل مناسب».
وقالت السلطات الإسرائيلية إن فرق الإنقاذ مشطت أنقاض مبان سكنية مدمرة في الغارات، بالاستعانة بالمصابيح والكلاب المدربة للبحث عن ناجين بعد مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وأكثر من 240 جريحاً. كما استهدفت ضربة صاروخية معهد «وايزمان» للعلوم في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب، أحد أبرز المراكز البحثية والعلمية في إسرائيل. وقد أسفر الهجوم عن دمار واسع في مختبرات الأبحاث، واندلاع حرائق كبيرة، إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية للمعهد.
وعصر أمس، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إيران أطلقت 50 صاروخاً في وضح النهار للمرة الأولى، واستهدف بعضها محطة الكهرباء في الخضيرة ومسكن عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببلدة قيسارية.
وبالمقابل، استهدفت إسرائيل الجانب العسكري من مطار مهر آباد في غرب طهران، علاوة على تنفيذ ضربات على مقرات للحرس الثوري في منطقة ماهيدشت كرج غرب طهران. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري ونائبه أصيبا في هجوم على مبنى الجهاز في طهران في غارة صباح أمس. وذكرت مصادر إيرانية معارضة أن محمد كاظمي، رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري، ونائبه حسن محقق، حوصرا تحت الأنقاض بعد الهجوم الإسرائيلي على مبنى الجهاز، وأضاف الموقع أن «حالتهما غير معروفة حالياً».
وأعلنت الحكومة الإيرانية أنّه سيتم تجهيز المساجد ومحطات المترو والمدارس لاستخدامها كملاجئ اعتباراً من، مساء أمس الأحد.وأتى ذلك مع دوّي أصوات انفجارات جديدة في طهران مع مواصلة سلاح الجو الإسرائيلي شنّ ضربات في مناطق عدة.
وأفادت وسائل إعلام محلية بتفعيل وسائط الدفاع الجوي فوق غرب وشمال غرب طهران «.للتصدي لهجمات جديدة». وقالت إيران إن ما لا يقل عن 138 شخصاً قتلوا جراء الهجمات الإسرائيلية منذ يوم الجمعة، من بينهم 60 شخصاً، نصفهم أطفال، سقطوا أمس الأول السبت عندما دمر صاروخ مبنى سكنياً من 14 طابقاً في طهران.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً للإيرانيين الذين يعيشون بالقرب من منشآت الأسلحة يطالبهم بالإخلاء، بعدما قال نتنياهو إن الهجمات لن تهدأ بل ستزداد كثافة، متوعداً إيران بدفع «ثمن باهظ» بسبب ما وصفه بتعمد طهران استهداف المدنيين، وقال في مقابلة ل«فوكس نيوز»، إن إسرائيل تتحكم بسماء إيران ونستطيع الوصول إلى أي مكان فيها، فيما أقرت الحكومة الإسرائيلية تمديد حالة الطوارئ في إسرائيل حتى 30 يونيو الجاري. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن أعضاء الحكومة أقروا القرار بعد تصويت عبر الهاتف.
وقال مسؤول إن إسرائيل لا يزال لديها قائمة طويلة من الأهداف في إيران، وأحجم عن تحديد إلى متى ستستمر الضربات. وقال مسؤولان أمريكيان لوكالة «رويترز»، أمس الأحد، إن الرئيس دونالد ترامب عارض في اليومين الماضيين خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي. وذكر أحد المصدرين، وهو مسؤول رفيع بالإدارة الأمريكية: «هل قتل الإيرانيون أمريكياً حتى الآن؟ لا. وحتى يفعلوا، لن نتحدث حتى عن استهداف القيادة السياسية».
وأقر مسؤولون إسرائيليون بأن من المستبعد أن تسفر الضربات عن وقف البرنامج تماماً، لكنهم عبروا عن أملهم في أن تؤدي إلى اتفاق شامل بين الولايات المتحدة وإيران. (وكالات)
0 تعليق