حوار: محمد ياسين
في إطار التوجه المستقبلي لإمارة دبي، نحو التحول الذكي والاستدامة، تواصل «هيئة الطرق والمواصلات» تطوير استراتيجيات نوعية لتقديم خدمات مواصلات عامة مبتكرة وعالية الكفاءة. وكشف أحمد بهروزيان، المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة، في الهيئة، في حوار مع «الخليج»، عن الركائز الأساسية التي تقود هذه الاستراتيجية، مستعرضاً المبادرات التقنية والمشاريع التشغيلية، وجهود التحول إلى وسائل نقل صديقة للبيئة. وهذا نص الحوار:
ما الركائز الأساسية التي تعتمد عليها استراتيجية الهيئة لتطوير قطاع المواصلات العامة؟
- يعتمد تطوير قطاع المواصلات العامة في دبي، على مجموعة من الركائز الاستراتيجية التي تشكل الإطار العام لعمل الهيئة، وعلى رأسها الابتكار والتكنولوجيا، وتعمل على دمج تقنيات حديثة، مثل أنظمة النقل الذكية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لتحسين الكفاءة التشغيلية وجودة الخدمة المقدمة للجمهور.
وتتمثل ركيزة أساسية أخرى في تحقيق الاستدامة البيئية، بتوسيع استخدام المركبات الصديقة للبيئة، كالسيارات الكهربائية والمركبات الذاتية القيادة، وتحديث البنية التحتية، بما يضمن استمرار التطوير في هذا الاتجاه. كما تحرص الهيئة على التحسين المستمر، عبر تطوير جداول التنقل، وتوسيع الشبكات، ورفع نسبة رضا المتعاملين.
ولتحقيق ذلك، تضع في صلب اهتمامها معايير الأمان والراحة، بتطبيق أرقى معايير السلامة العالمية، وتوفير بيئة نقل مريحة وآمنة. وفي الوقت ذاته، تعمل على ضمان التكامل بين مختلف أنظمة النقل، عبر التحول الرقمي والشراكات الاستراتيجية، بما يسهم في توفير تجربة تنقل سلسة ومترابطة للمستخدمين.
رؤية دبي
كيف تنسجم هذه الاستراتيجية مع رؤية دبي المستقبلية وخططها لتحقيق الاستدامة والنقل الذكي؟
-استراتيجية الهيئة ليست بمعزل عن رؤية دبي الشاملة للمستقبل، بل هي امتداد لها، إذ تنسجم تماماً مع «رؤية دبي 2030» و«2050»، اللتين تهدفان إلى ترسيخ مكانة الإمارة واحدةً من المدن الأكثر ذكاء واستدامة عالمياً.
من هذا المنطلق تسهم الهيئة في دعم التحول إلى النقل الذكي عبر استخدام أنظمة القيادة الذاتية، واعتماد التطبيقات المبتكرة التي تجعل التنقل أكثر سهولة وكفاءة، كما تدعم جهود الاستدامة البيئية بتقليل الاعتماد على المركبات التقليدية الملوّثة للبيئة، وزيادة استخدام المركبات الكهربائية، ما يسهم في تحسين الهواء ورفع مستوى الحياة في المدينة.
ما الابتكارات التقنية التي أدخلت لتحسين كفاءة خدمات المواصلات العامة؟
- تولي الهيئة أهمية كبرى للتكنولوجيا، فتبنت حزمة من الابتكارات التقنية التي جعلت تجربة النقل العام أكثر سلاسة وتنظيماً، على سبيل المثال، تطوير تطبيق «سهيل» الذكي الذي يمكّن المستخدم من متابعة حركة المركبات ومواعيد وصولها بدقة لحظية، ما يساعد على التخطيط الدقيق للرحلات اليومية.
كما عززت أنظمة الدفع الرقمي عبر بطاقات «نول»، وخدمات الحجز الإلكتروني، التي توفر تجربة خالية من الدفع النقدي، وتقلل الوقت والمجهود، كذلك أدخلت أنظمة مراقبة ذكية تعتمد على الكاميرات المتطورة وأجهزة الاستشعار لضمان سلامة الركاب، خاصة في محطات الحافلات ومركبات الأجرة، وفي البيئة تدعم الهيئة مشاريع رائدة للحدّ من البصمة الكربونية، عبر دمج الابتكار بالتنمية المستدامة.
ما أبرز المشاريع والمبادرات ضمن الخطة التشغيلية للعام الجاري؟
- تواصل الهيئة تنفيذ خطتها التشغيلية عبر مجموعة متنوعة من المبادرات التي تخدم النقل الجماعي والبنية التحتية، من بينها «حافلة تحت الطلب»، الذي يتيح للمستخدمين طلب الحافلات عبر التطبيقات بحسب الحاجة، و«مشاركة الرحلة بالحافلات»، التي تمكن ركاباً عدة من تقاسم الرحلة عبر نظام حجز ذكي.
البنية التحتية
أما في البنية التحتية، فتعمل الهيئة على تطوير عدد من المحطات الحيوية، منها «مول الإمارات» و«ابن بطوطة». كما يجري تنفيذ مشروع مظلات الحافلات الذكية، لتوفير تجربة انتظار أكثر راحة في ظل الطقس الحار، ومبادرات لتحسين مواقف مركبات الأجرة، وجميع هذه المشاريع تصب في إطار تحسين تجربة التنقل وتعزيز الاستدامة.
خطط توسع
هل هناك توجه لتوسيع أسطول حافلات الهيئة وإطلاق خطوط جديدة؟
- الهيئة تدرك أن نمو المدينة يتطلب شبكة نقل عامة أكثر اتساعاً وكفاءة، ويبلغ الأسطول الحالي 1390 حافلة، ومع ذلك، فإن هناك خططاً واضحة للتوسع من عام 2026، حيث تعتزم توريد 637 حافلة جديدة، لتلبية الطلب المتزايد وتوسيع التغطية الجغرافية، بما يحقق العدالة في الوصول إلى خدمات النقل لجميع سكان دبي.
كيف تطور الهيئة خدمات الأجرة والنقل المدرسي؟
-تولي الهيئة اهتماماً خاصاً لمركبات الأجرة، وتسعى إلى رفع معايير الجودة والسلامة والراحة في هذا القطاع الحيوي، وتعمل على تحويل 100% من مركبات الأجرة والليموزين إلى كهربائية وهيدروجينية بحلول عام 2040، مع توفير البنية التحتية اللازمة لذلك، من محطات شحن وغيرها.
كما توفر مركبات أجرة مجهزة بالكامل لخدمة أصحاب الهمم، بما يضمن تجربة تنقل شاملة. أما فيما يخص النقل المدرسي، فقد أطلقت خدمة الحجز الإلكتروني للمركبات الفاخرة المخصصة لنقل الطلبة، للتسهيل على أولياء الأمور وخفض الكلفة.
كيف تسهم الهيئة في تحقيق أهداف دبي للاستدامة عبر النقل العام؟
- هناك استراتيجية واضحة حتى عام 2050 للتحول إلى «صفر انبعاثات كربونية». وبلغت نسبة التحول إلى المركبات الكهربائية في قطاع الأجرة والنقل الفاخر 12.6% حتى نهاية عام 2024، مع خطة للوصول إلى 100% بحلول عام 2040.
وبحلول عام 2026 ستدخل 40 حافلة كهربائية، وستشكل الحافلات الصديقة للبيئة 10% من الأسطول في 2030. كما حدد نسبة 42.5% هدفاً للتنقل المستدام في دبي بحلول 2030.
التحول الرقمي
هل من خطط لتوسيع استخدام التطبيقات الذكية وأنظمة الدفع الرقمية؟
- تتجه الهيئة بقوة نحو التحول الرقمي الشامل في تجربة النقل، ومن أبرز الخطط التوسعية تمكين الحجز الإلكتروني للحافلات بين المدن والمواصلات البحرية ومركبات الأجرة، ضمن منصة موحدة تضمن سهولة الاستخدام والتكامل بين مختلف وسائل النقل.
كيف تدعم الهيئة قطاع النقل الجماعي الخاص؟
الهيئة تشجع القطاع الخاص على المشاركة الفاعلة عبر مبادرات مثل «حافلات تحت الطلب» و«مشاركة الرحلات بالحافلات» (Bus Pooling)، التي يتم تشغيلها حالياً من قبل 3 شركات خاصة.
ما التحديات التي تواجه تنفيذ الخطط التطويرية؟ وكيف تتعاملون معها؟
- كأي مشروع طموح تواجه الهيئة تحديات متعلقة بالبنية التحتية والتوسع العمراني السريع، وللتغلب على ذلك، تعتمد على التخطيط الاستباقي، وتطبق أفضل الممارسات العالمية، وتعد خططاً لإدارة المخاطر لضمان تنفيذ المشاريع بكفاءة ومرونة عالية.
رضا الجمهور
كيف تقيسون رضا الجمهور؟ وما الخطوات لتعزيزه؟
- تقيس الهيئة مستوى رضا المتعاملين دورياً عبر استبانات إلكترونية وتحليل الشكاوى والمقترحات والتفاعل المباشر في الميدان، كما يؤدي مجلس المتعاملين دوراً رئيسياً في تمثيل صوت الجمهور، وتحويل ملاحظاتهم إلى خطط تطوير ملموسة، ما يسهم في تحقيق تجربة نقل أكثر كفاءة وراحة للجميع.
0 تعليق