نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
باحث فلسطيني بارز: واشنطن فشلت في لعب دور الوسيط النزيه بين الفلسطينيين والإسرائيليين, اليوم الجمعة 30 مايو 2025 05:35 مساءً
انتقد الأكاديمي والمفاوض الفلسطيني السابق، الدكتور غسان الخطيب، الدور الأميركي في مسار التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبراً أن واشنطن فشلت في لعب دور الوسيط النزيه، بل كانت، على حد وصفه، "جزءاً من المشكلة لا الحل".
وفي دراسة جديدة ضمن كتاب أكاديمي حديث بعنوان "الوساطة في النزاعات في العالم العربي"، أكد الخطيب في فصل حمل عنوان "الوساطة الأميركية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي: بيت بُني على الرمال"، أن الولايات المتحدة استخدمت وساطتها لتعزيز مصالحها الخاصة، مما ساهم في إفشال جهود السلام.
أربعة اختلالات رئيسية
وأشار الخطيب إلى أربع نقاط خلل أساسية في النهج الأميركي، أولها غياب الحياد، حيث تبنّت واشنطن الموقف الإسرائيلي في مفاصل حاسمة، متجاهلة قرارات الأمم المتحدة وحقوق الفلسطينيين. وقال: "لم تُعامل الولايات المتحدة الطرفين على قدم المساواة، بل تصرفت كراعٍ لمصالح إسرائيل".
أما ثاني هذه النقاط، فتمثّلت في احتكار العملية التفاوضية، حيث أقصت واشنطن أطرافاً دولية مثل الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، ما أفقد المسار السياسي شرعيته الدولية.
وأضاف أن ثالث أوجه القصور كان في تجاهل القضايا الجوهرية للصراع، مثل قضية اللاجئين، والقدس الشرقية، والاحتلال، مقابل التركيز على ترتيبات مؤقتة لم تعالج جذور النزاع.
كما لفت إلى أن التأثير الكبير للوبيات المؤيدة لإسرائيل على السياسة الأميركية شكّل رابع نقاط الخلل، موضحاً أن هذه الضغوط ضيّقت هامش التحرك لدى الإدارات المتعاقبة وجعلت واشنطن طرفاً غير مؤهل لقيادة عملية سلام متوازنة.
إدارة للصراع لا حلاً له
ويرى الخطيب أن المسار الأميركي أسفر عن إدارة الصراع بدلاً من حله، مشيراً إلى أن ما جرى منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 وحتى انهيار مفاوضات كامب ديفيد الثانية عام 2000 لم يكن سوى ترتيبات انتقالية هشة تفتقر للضمانات الدولية والآليات التنفيذية.
وقال: "عندما تُبنى عملية السلام على تفاهمات غامضة، وتُدار من طرف غير محايد، فإن النتيجة تكون مساراً هشاً سريع الانهيار أمام أول اختبار حقيقي".
دعوة لتغيير طبيعة الوساطة
وفي ختام دراسته، دعا الخطيب إلى مراجعة جذرية لطبيعة الوساطة الدولية في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، مقترحاً إما تحوّلاً نوعياً في الموقف الأميركي، أو توسيع دائرة الوساطة لتشمل أطرافاً دولية قادرة على إرساء توازن فعلي في إدارة الملف.
واعتبر أن احتكار واشنطن لقيادة عملية السلام أسهم في تغييب المساءلة وتعميق الانحياز، قائلاً: "أي عملية سلام تُبنى على هذا الأساس، تشبه بناء بيت على الرمال، سرعان ما تطيح به العواصف الإقليمية والسياسية".
0 تعليق