رام الله - دنيا الوطن
حذرت الصين، اليوم الأربعاء، من خطورة مشروع "القبة الذهبية" الدفاعي الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصفة إياه بأنه "يقوض التوازن الاستراتيجي ويهدد الاستقرار العالمي"، في وقت بدأت فيه واشنطن التحرك فعلياً نحو تنفيذ المشروع بتكلفة ضخمة قد تصل إلى 175 مليار دولار.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، إن بكين تشعر بقلق بالغ حيال المشروع، داعية الولايات المتحدة إلى "التخلي عن تطوير ونشر نظام دفاع صاروخي عالمي في أقرب وقت ممكن"، معتبرة أن هذه الخطوة تعزز سباق التسلح وتخلّ بالاستقرار الدولي.

ويهدف المشروع الذي أطلق عليه اسم "القبة الذهبية" إلى بناء درع صاروخية شاملة تحمي الولايات المتحدة من الهجمات البعيدة المدى، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والصواريخ التي قد تُطلق من الفضاء، بحسب تصريحات ترامب.

وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، قال ترامب: "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بدرع متطورة، واليوم نعلن رسمياً بدء تنفيذ القبة الذهبية التي ستُصنع بالكامل في الولايات المتحدة"، موضحاً أن المشروع سيُنفذ على مرحلتين، بتكلفة مبدئية تبلغ 25 مليار دولار، ترتفع لاحقاً إلى نحو 175 ملياراً.

وكلّف ترامب الجنرال مايكل جويتلاين، نائب رئيس سلاح الفضاء الأميركي، بقيادة المشروع الذي وصفه بأنه "استثمار تاريخي في أمن الولايات المتحدة".

من جانبه، أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن القبة الذهبية "ستغير قواعد اللعبة لصالح أميركا"، وستشكل "درعاً لا يمكن اختراقه".

لكن المشروع واجه انتقادات دولية، خاصة من الصين وروسيا، اللتين اعتبرتاه خطوة استفزازية تمهد لسباق تسلح جديد. ووصفته موسكو بأنه "نسخة محدثة من حرب النجوم"، في إشارة إلى مشروع الدفاع الاستراتيجي في عهد رونالد ريغان خلال الحرب الباردة.

ويستمد مشروع "القبة الذهبية" اسمه من المنظومة الدفاعية الإسرائيلية الشهيرة "القبة الحديدية"، التي صممت لاعتراض الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، إلا أن خبراء يشككون في فاعلية "القبة الذهبية" الأميركية في اعتراض صواريخ بعيدة المدى قد تُطلق من قارات أخرى.

وكان ترامب قد لمح إلى المشروع خلال حملته الانتخابية، لكنه الآن بات يمضي به قدماً، في خطوة قد تعيد تشكيل معادلات الردع والدفاع على الساحة الدولية.