دور السعودية في تخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دور السعودية في تخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 12:33 مساءً

برزت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة كقوة تسعى إلى تعزيز الاستقرار وحل النزاعات والأزمات في الشرق الأوسط وخارجه، مستندة إلى مكانتها السياسية والدينية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي. وقدرتها على توازن العلاقات الدولية، فإن المملكة تتبنى نهجا شاملا ومتعدد الأبعاد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، يرتكز على المبادرات السياسية والدبلوماسية، ودعم الاستقرار الإقليمي، وتقديم المساعدات الإنسانية، والسعي لإيجاد حلول عادلة وشاملة للقضايا والصراعات الإقليمية، كما أن لها باعا واسعا، وتاريخا حافلا في القيام بأدوار الوساطة على المستوى العربي والدولي، كالوساطة بين إثيوبيا وإريتريا عام 2018، والوساطة بين طرفي السودان، والمبادرة لحل الأزمة اليمنية، والوساطة في الأزمة اللبنانية لأكثر من مرة، من بين هذه الأزمات أزمة الهند وباكستان، وهي من أكثر الأزمات تعقيدا وتوترا عبر التاريخ، وتتميز بمزيج من العداء والمنافسة، وكثرة العمليات العسكرية، والاشتباكات الحدودية، واتهامات كل طرف بدعم الإرهاب في الإقليم، كما أن كلا من الدولتين تمتلكان قوة نووية هائلة، بعد تجارب نووية أجريت عام 1998م مما زاد من حدة القلق الدولي بشأن اندلاع حرب نووية في المنطقة. وقد أعربت المملكة العربية السعودية عن قلقها بشأن التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان بسبب استمرار تبادل أطلاق النار في المناطق الحدودية.

وتأتي الوساطة السعودية بعد أن شهدت الحدود بين البلدين تبادلا لإطلاق النار في إقليم كشمير المتنازع عليه، وقد تدخلت المملكة العربية السعودية التي تربطها علاقات جيدة مع باكستان، وشراكات وعلاقات متقدمة مع الهند، على خط الأزمة بشكل عاجل، مما أتاح لها لعب دور الوسيط المحايد في الأزمة.
وكان لولي العهد السعودي محمد بن سلمان دور مهم وفعال في تهدئة التوتر بين الهند وباكستان، وخاصة بعد أزمة بولواما في فبراير 2019م، حيث تعهد الأمير محمد بن سلمان بمحاولة خفض تصعيد التوتر بين الهند وباكستان، والبحث عن حل سلمي لرأب هذه الخلافات، فقام الأمير محمد بزيارتين لكل من الهند وباكستان، على إثرها شجع الأمير محمد على ضرورة الاحتكام إلى الحوار المباشر وتقارب وجهات النظر بين الطرفين، والحفاظ على علاقات استراتيجية متوازنة، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات اقتصادية كبيرة مع كلتا الدولتين يجعلها تمتلك ثقلا يساعدها في القيام بدور التهدئة.

وقد شددت المملكة العربية السعودية على تغليب الطرفين للحكمة وضبط النفس، وحل الخلافات بالحوار والطرق السلمية، وإنهاء المواجهات العسكرية، من خلال إجراء اتصالات قام بها سمو وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله في أبريل 2025م، إلى كل من وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، ووزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، وحث الطرفين على ضرورة التحلي بأعلى درجات ضبط النفس، وتجنب الانجرار إلى مواجهة عسكرية، وخاصة أن الطرفين يمتلكان أسلحة نووية، والسعي لحل سلمي بما يحقق السلام والازدهار لكل الطرفين، كما حرصت المملكة على أمن واستقرار المنطقة، مستخدمة علاقاتها الوثيقة والمتوازنة مع البلدين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق