نحن كمواطنين سعوديين، لا ننشغل كثيرا بتفاصيل السياسة ولا نتابع أحداثها عن كثب، ليس عن جهل أو تجاهل، بل عن قناعة راسخة بحكمة قيادتنا وحنكة ولاة أمرنا، وثقة عميقة بالدور السياسي الذي تقوم به مملكتنا الغالية. لقد كانت المملكة، منذ تأسيسها وحتى اليوم، دولة ذات ثقل سياسي واقتصادي، تؤدي دورا رياديا مؤثرا على المستويين الإقليمي والدولي.

واليوم وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه وولي عهده القوي الأمين محمد بن سلمان أيده الله، دخلت السعودية عهدا جديدا من الحضور السياسي الفاعل، وأصبحت المملكة رقما صعبا في المعادلات الإقليمية والدولية، وصوتا مسموعا في المحافل العالمية، بفضل مواقفها المتزنة، وسياستها القائمة على تحقيق الأمن والسلم، ودعم الاستقرار في المنطقة والعالم.

هذا العهد لم يزدنا كسعوديين إلا ثقة في مستقبل السياسة السعودية، ومحبة وولاء لحامل لواء السياسة السعودية سمو الأمير محمد بن سلمان، القائد الملهم في رؤيته، القريب من شعبه، والصادق في وعده، والحازم في قراراته، والذي تمكن من تحقيق الانفتاح مع العالم، مع الاعتزاز بالهوية الوطنية الراسخة، وذلك لبناء الإنسان وصناعة مستقبل أكثر سلاما واستقرارا ورخاء.

زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية بلا شك جاءت نتيجة لتاريخ عريق للعلاقات السعودية الأمريكية وتحمل في طياتها العديد من التحديات والفرص على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية لكلا البلدين وللمحيط الإقليمي العربي.

وبالنسبة لنا كسعوديين، فإن أي ضيف يحلّ على المملكة هو محل ترحيب كل الوطن، غير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمكن من حصد مكانة خاصة في قلوب السعوديين، لا سيما بعد كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، حين عبّر بإعجاب عن تقديره لقائد التغيير والتنمية، وأمير القلوب، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، مشيدا بجهوده الاستثنائية في دفع عجلة التطوير، ومشيرا إلى المحبة والاحترام الكبيرين اللذين يحظى بهما.

لقد لامست كلماته مشاعرنا كسعوديين، إذ شعرنا وكأنه يعبّر عن ما نكنّه نحن لهذا القائد العظيم من فخر واعتزاز، فحديثه لم يكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل كان انعكاسا صادقا لصورة سمو ولي العهد في أعين الداخل والخارج، كقائد ملهم أحدث فارقا كبيرا في مسيرة الوطن، ورسم ملامح مستقبل يليق بعظمة المملكة ومكانتها.

alghamdi2_a@