نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فيتامين (D) بين الشمس والغذاء والشائعات , اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025 12:30 صباحاً
أتعجب كثيرا عندما تظهر مقاطع في السوشيال ميديا من أشخاص يفتون في صحة البشر ولا علاقة لهم بالطب نهائيا لا من قريب ولا بعيد، وكل هدفهم الحصول على اللايكات والمشاهدات عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
ما دعاني إلى كتابة هذه المقدمة مقطع متداول في منصات التواصل الاجتماعي يدعو صاحبه إلى عدم تصديق كلام الأطباء حول أهمية تعويض نقص فيتامين «D»؛ إذ زعم أن ذلك يربك عمل المعادن ويرفع الزنك، ويؤدي إلى خلل في الأملاح، ويزيد من اختلال الهرمونات عند الرجال والنساء؛ مما يتسبب في الخمول والكسل وعدم القدرة على الإنتاج.
لا شك أن عالم السوشيال ميديا أصبح يعج بالصالح والطالح والمفيد والضار، وهنا يتوقف وعي المتلقي في كيفية التعامل مع أي رسالة أو مقطع وتحديدا تلك التي تتناول صحة البشر، لذا أنصح دائما الجميع بعدم الاعتماد على بعض المعلومات المكتوبة أو المسموعة، والتي يتم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأن الكثير منها لا يستند على الطب المبني على البراهين؛ وإنما معتمدة على معلومات مضللة، قد تسبب مشاكل صحية لأفراد المجتمع؛ ويكمن الحل هنا في ضرورة الرجوع إلى الأطباء المعالجين أو الجهات الصحية المختصة عند وجود أي مقاطع تتناول الجوانب الطبية المتعلقة بصحة الإنسان.
نعود إلى أهمية وما يفعله فيتامين D في أجسادنا، إذ يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، وهما ضروريان لبناء عظام قوية والحفاظ عليها، وتعزيز صحة الجهاز المناعي مما يسهم في الوقاية من الأمراض، كما له دور في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية وصحة الدماغ ووظائفه الإدراكية، وبجانب كل ما سبق يشارك في تنظيم المزاج وقد يساعد في تقليل خطر الاكتئاب، وأيضا تحسين استجابة الجسم للإنسولين؛ مما يقلل من خطر الإصابة بداء السكري، وذلك عن طريق تنظيم مستويات السكر في الدم، ومن فوائده تحفيز بصيلات الشعر الجديدة؛ مما يزيد من نمو الشعر، بالإضافة إلى فوائد ومهام أخرى عديدة.
أما نقصان منسوبه في الجسم فيؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك ضعف وهشاشة العظام وزيادة مخاطر الكسور، وعند الأطفال يتسبب في مرض الكساح، وهو مرض يؤدي إلى تشوهات في العظام، وضعف العضلات وتشنجاتها، وأيضا تقلبات المزاج والتعب والإرهاق والشعور بالخمول والقلق والشعور بالتوتر، وبطء شفاء الجروح الناتجة عن الإصابات، ضعف الأسنان خصوصا عند الأطفال، وغيرها من الأعراض.
ويظل السؤال المهم: كيف يحصل جسم الإنسان على هذا الفيتامين الحيوي؟
هناك ثلاثة مصادر لفيتامين D وهي كالتالي:
أولا: أشعة الشمس، لذا كثيرا ما يطلق عليه فيتامين الشمس، إذ ينتج الجسم الفيتامين عند تعرض الجلد لأشعة الشمس.
ثانيا: الأطعمة، إذ يتوفر في بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية (السلمون، التونة، الماكريل)، وصفار البيض، والأطعمة المدعمة بفيتامين D.
ثالثا: المكملات الغذائية والتي يصفها الطبيب لبعض الحالات وتحديدا الذين لا يتعرضون بما فيه الكفاية للشمس أو لا يحصلون على كمية كافية منه عبر النظام الغذائي، وحالات كبار السن أيضا التي تشكو من زيادة الوزن والسمنة، والأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي يكون فيها القليل من الشمس على مدار السنة.
ومن الخطأ أن يلجأ البعض إلى تناول مكملات فيتامين D دون التشخيص الطبي وإجراء التحليل اللازم، اجتهادا فقط بنصيحة الأصدقاء، لكون شكوى الأعراض متشابهة بينهم، دون مراعاة أن الإفراط في تناول فيتامين D قد يؤدي إلى مشاكل عديدة منها: فرط كالسيوم الدم، إذ يمكن أن يؤدي تناول الكثير من مكمل الفيتامين إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، ما يسبب أعراضا مثل الغثيان والقيء والضعف وكثرة التبول، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلى حصوات الكلى، وأيضا مشاكل في الجهاز الهضمي، فقد يعاني بعض الأشخاص من أعراض في الجهاز الهضمي مثل الغثيان أو القيء أو الإمساك أو الإسهال، وبجانب ذلك لا يستبعد حدوث مشاكل في الكلى، فالإفراط في تناوله يمكن أن يؤدي إلى إضعاف وظائف الكلى، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى الكامنة، وإضافة إلى ذلك التفاعل مع بعض الأدوية، ما يؤثر على فاعليتها، لذا فإن خير نصيحة هي تناول مكملات فيتامين D فقط تحت إشراف طبي، والالتزام بالجرعات الموصى بها.
الخلاصة: الشائعات والمعلومات المغلوطة التي تطال فيتامين D في منصات التواصل الاجتماعي غير صحيحة وليست مبنية على طب البراهين، والهدف منها إثارة البلبلة من قبل ضعاف النفوس، ففيتامين D يعد من الفيتامينات المهمة التي يحتاجها الجسم للبقاء بصحة جيدة وله مهام حيوية ومهمة، فيما يؤدي نقصان منسوبه في الجسم إلى مشاكل عديدة، وأهم مصادره الشمس والغذاء والمكملات الغذائية التي يصفها الطبيب المعالج بعد إجراء التحليل اللازم، والتحذير من تناول مكملات فيتامين D بنصيحة الأصدقاء، فزيادة نسبته في الجسم قد تمهد - لا قدر الله - إلى مشاكل صحية عديدة، وخير نصيحة عدم تداول أي مقاطع مرتبطة بصحة البشر ما لم تكن صادرة من الجهات الصحية الرسمية أو أطباء مشهود لهم بالخبرة العلمية والمهنية، ومعروفين في الأوساط الطبية.
0 تعليق