ستارمر يعلق مهام نواب متمردين من حزب العمال

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لندن - أ ف ب
علق رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأربعاء، مهام عدد من النواب، سعياً لإعادة فرض سلطته على حزب العمال الحاكم، عقب تمرد على إصلاحات الرعاية الاجتماعية.
واضطر ستارمر إلى التراجع عن خطط لخفض إعانات الإعاقة، والمرض في وقت سابق من هذا الشهر، بعدما هدد عشرات من نوابه بالتصويت ضد المقترحات. وأعلن النواب براين ليشمان ونيل دنكان-جوردان وريتشل ماسكيل إيقاف مهامهم، بينما ذكرت صحيفة «تايمز» أن كريس هينشليف لاقى المصير نفسه.
وصوّت النواب الأربعة ضد إصلاحات الرعاية الاجتماعية في الأول من يوليو/ تموز الجاري، بعد أن تراجع ستارمر عن موقفه في خطوة أضعفت من هيبته لتجنب هزيمة مذلة في البرلمان.
وأكّد مكتب ليشمان تعليق مهام النائب الاسكتلندي مؤقتاً في الحزب.
وقال دنكان-جوردان النائب عن بلدة بوول في جنوب إنجلترا، إنه يُدرك أن التصويت ضد الحكومة «قد يكون له ثمن، لكنني لا أستطيع دعم جعل الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر فقراً».
وعانى ستارمر من عام أول صعب في السلطة، وتراجع عن مواقفه مرات عدة خلال الأسابيع الأخيرة. وقال الخبير السياسي ستيفن فيلدينغ، إن حملة التطهير محاولة من ستارمر لتعزيز انضباط الحزب.
وصرح فيلدينغ لوكالة فرانس برس بأن ستارمر «يريد أن يبعث برسالة إلى الذين تمردوا على قانون الرعاية الاجتماعية، وتمردوا على أمور أخرى، مفادها: حسناً، نجوتم من ذلك، ولكن إذا استمررتم فسيكون هذا مصيركم».
لكن أستاذ العلوم السياسية في جامعة نوتينغهام رأى أنها استراتيجية محفوفة بالمخاطر بالنظر إلى العدد الكبير من المشرعين الذين عارضوا إصلاحات الرعاية الاجتماعية.
وأضاف فيلدينغ: «أعتقد أن ستارمر يتعامل مع الأمر بطريقة خاطئة. عليه أن يتحدث مع النواب، ويفهم سبب قيامهم بذلك».
وتراجعت شعبية ستارمر بشكل حاد، منذ فوزه الساحق في الانتخابات العامة في يوليو/ تموز الماضي، من العام الماضي، والتي وضعت حداً لـ14 عاماً متتالية من حكم المحافظين.
وتظهر استطلاعات الرأي تراجع حزب العمال أمام حزب «إصلاح المملكة المتحدة» اليميني المتشدد بزعامة نايجل فاراج، المشكك في الاتحاد الأوروبي، رغم أن الانتخابات المقبلة يُرجّح أن تُجرى بعد أربع سنوات.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، تراجعت الحكومة عن سياسة إلغاء إعانة التدفئة الشتوية لملايين المتقاعدين، عقب انتقادات واسعة النطاق، وتمرد آخر من نوابها.
وفي الشهر نفسه، أعلن ستارمر المدعي العام السابق في إنجلترا وويلز، فتح تحقيق وطني يتناول فضيحة استغلال لأطفال في المملكة المتحدة بعد أن رفض دعوات سابقة.
ويحظى رئيس الوزراء بغالبية ساحقة تبلغ نحو 160 نائباً، ما يعني أنه ينبغي أن يكون قادراً على فرض أي تشريع يريده في البرلمان.
لكن البعض في الحزب يشكون من وجود فجوة بين قيادة ستارمر، التي تُركز على وقف صعود حزب الإصلاح، ومبادئ يسار الوسط التقليدية لحزب العمال.
وأكدت ماسكيل تعليق مهامها، وحثت ستارمر على التواصل مع نواب الصفوف الخلفية قائلة، إنها ترغب في رؤية «جسور تُبنى»، وأن ذلك «سيجعله رئيس وزراء أفضل».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق