البرتغال – أ ف ب

شهدت مدينة غوندومار البرتغالية مشهداً مؤثراً مساء الخميس، حيث احتشد الآلاف لتوديع النجم البرتغالي ديوغو جوتا وشقيقه الأصغر أندريه سيلفا، بعد وفاتهما في حادث سير مروّع قرب الحدود الإسبانية-البرتغالية، تاركين خلفهما صدمة عميقة في الوسط الكروي العالمي.

جنازة مشتركة.. وقلوب مكسورة

أقيمت مراسم الجنازة المشتركة في كنيسة «إيغريجا ماتريس دي غوندومار» قرب مدينة بورتو، وسط حضور حاشد من أسرة كرة القدم العالمية، يتقدمهم مدرب ليفربول أرني سلوت برفقة نجوم الفريق مثل فيرجيل فان دايك، داروين نونييس، أليكسيس ماك أليستر، وفيديريكو كييزا. كما حضر مدربا المنتخب البرتغالي الحالي روبيرتو مارتينيز والسابق فرناندو سانتوس، إلى جانب نجوم المنتخب مثل برونو فرنانديش، جواو فيليكس، وبرناردو سيلفا.

غياب رونالدو يلفت الأنظار

ورغم سيل الحضور الرياضي، غاب قائد المنتخب كريستيانو رونالدو عن مراسم الجنازة، ما أثار تساؤلات كثيرة، خاصة أن أسماء بارزة أخرى مثل ريكاردو كارفاليو وأبل كزافيير كانت ضمن الحضور. وقد تم بث مراسم الجنازة عبر المذياع خارج الكنيسة لتمكين الحشود من المتابعة.

تفاصيل الفاجعة

وقع الحادث بعد منتصف ليل الأربعاء-الخميس في بلدة سيرناديّا بمقاطعة سامورا. وأفاد الحرس المدني الإسباني أن سيارة جوتا من طراز «لامبورغيني» انحرفت عن مسارها واشتعلت فيها النيران، ما أدى إلى وفاته وشقيقه على الفور. وكان جوتا، العائد حديثاً من زفافه، يستعد للعودة إلى ليفربول عبر عبّارة بعد نصيحة طبية بتجنب السفر الجوي إثر عملية جراحية بسيطة في الرئة.

مراسم الجمعة.. تكريم وطني ورسمي

شهدت كنيسة «ساو كوزمي» الجمعة مراسم تكريمية بحضور الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا ورئيس الوزراء لويس مونتينيغرو، إلى جانب عائلة جوتا ولاعبي المنتخب والنادي. وتوافد المئات من المواطنين لتقديم العزاء في مشهد وطني مؤثر امتد طابورهم إلى 200 متر.

تعازٍ من العالم.. وصمت في الملاعب

توالت التعازي من شخصيات رياضية كبرى مثل يورغن كلوب، كريستيانو رونالدو، وأندية كبرى. وسبق مباراة تشلسي وبالميراس في مونديال الأندية دقيقة صمت حزناً، فيما رفع اللاعبان بيدرو نيتو وإنزو فيرنانديز قميصاً كتب عليه اسما جوتا وأندريه سيلفا.

«عش للأبد» من أويسيس.. تحية موسيقية مؤثرة
في لفتة فنية مميزة، قدمت فرقة «أويسيس» البريطانية الشهيرة أغنيتها «Live Forever» خلال حفل في كارديف أمام 75 ألف متفرج، مع عرض صورة جوتا على شاشة ضخمة، في تحية مفعمة بالمشاعر.

جوتا الإنسان.. قبل اللاعب

نشأ ديوغو جوزيه تيكسيرا دا سيلفا، المعروف بـ«جوتا»، في غوندومار حيث بدأ شغفه بكرة القدم. وقال أحد أصدقائه القدامى، بيدرو نيفيش، لـ«فرانس برس»: سأتذكره كشخص ودود ومبتسم دائماً، أحب الجميع وكان محبوباً من الجميع.
رحل جوتا عن عمر 28 عاماً، بعد أن حقق مسيرة كروية مشرقة توّجها بلقب دوري الأمم الأوروبية مرتين، وزفاف حديث من رفيقته روتي كاردوسو، التي فقدت زوجها، فيما حُرم أطفاله الثلاثة من والدهم في لحظة مأساوية ستبقى محفورة في الذاكرة.