كثَّفت إسرائيل، أمس الاثنين، حرب الإبادة التي تشنها على المدنيين والجياع في قطاع غزة وارتكب الجيش الإسرائيلي مزيداً من المجازر المروعة موقعاً مئات القتلى والجرحى ومن بينها مجزرة دامية ذهب ضحيتها 30 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى في استهداف متعمد للنازحين في استراحة «الباقة» على شاطئ بحر غزة، فيما طالب الجيش عبر أوامر إخلاء جديدة سكان شمال قطاع غزة بالتوجه إلى المواصي في الجنوب.
تحدث ضباط إسرائيليون عن أن الحرب استنفذت أهدافها ويجب أن تتوقف، بالتزامن مع خلافات بين القيادتين العسكرية والسياسية حول مواصلة الحرب، في حين أقرَّت إسرائيل بتعرض مدنيين فلسطينيين للأذى في مراكز توزيع المساعدات، وتحدثت تقارير إخبارية عن أن إسرائيل تدرس توسيع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة مع دخول الكارثة الإنسانية إلى مستويات جديدة وحذرت «الأونروا» من أن كبار السن باتوا الأكثر عرضة للخطر في غزة.
وأسفرت غارات شنها الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين بعد استهداف مدرستين تؤويان نازحين في مدينة غزة وجباليا البلد شمالي القطاع. كما فجرت القوات الإسرائيلية منازل سكنية عدة شرق مدينة غزة وقتل أكثر من 30 شخصاً وأصيب العشرات، أمس الاثنين، بينهم الصحفي إسماعيل أبوحطب وإصابة الصحفية بيسان أبوسلطان، جراء مجزرة ارتكبها القوات الإسرائيلية واستهدفت استراحة «الباقة» على الساحل الغربي لمدينة غزة، مع تواصل القصف والغارات على أنحاء القطاع مسفرة عن ازدياد في حصيلة القتلى والجرحى، حيث وصل عدد القتلى 92 شخصاً وتجاوز عدد المصابين 223 جرَّاء القصف الإسرائيلي على غزة في الساعات الأخيرة، لترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 56531 قتيلاً و133642 مصاباً، وفق آخر حصيلة أوردتها وزارة الصحة في القطاع أمس الإثنين.
وبينما دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يومها ال633، في ظل ما يصفه العالم بجريمة إبادة جماعية تستهدف المدنيين والنازحين والمجوعين، وسط ارتكاب مجازر جديدة، أصدر الجيش الإسرائيلي «تحذيراً خطيراً» لسكان شمال غزة، مشيراً إلى أن قواته تعمل بقوة شديدة جداً في عدد من المناطق، داعياً السكان إلى التوجه جنوباً. وبالمقابل، أعلنت فصائل فلسطينية تنفيذ عمليات جديدة ضد القوات الإسرائيلية وقالت كتائب القسام: إنها قصفت بالاشتراك مع سرايا القدس تجمعين لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي في منطقتي «الأوروبي» و«قيزان النجار» جنوب خان يونس، كما أوضحت القسام أن مقاتليها استهدفوا جرافة عسكرية إسرائيلية من طراز «دي9» بقذيفة «الياسين 105» شرق خان يونس في منطقة بني سهيلا، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها وأعلنت «سرايا القدس»، من جانبها، أن مقاتليها دمروا آلية عسكرية إسرائيلية متوغلة في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، بتفجير عبوة برميلية شديدة الانفجار كانت مزروعة مسبقاً.
من جهة أخرى، أقر الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين بتعرض مدنيين فلسطينيين للأذى في مراكز توزيع المساعدات في غزة، قائلاً: إنه صدرت تعليمات للقوات بناء على «الدروس المستفادة» وقال متحدث عسكري: إن الحوادث التي تعرض فيها سكان غزة للأذى قيد المراجعة وكشف مصدر إسرائيلي، أن الحكومة الإسرائيلية تدرس توسيع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في المستقبل القريب وذلك كجزء من خطة شاملة وأوسع قيد الإعداد وأوضح المصدر لموقع «زمان إسرائيل»، أن الهدف من هذه الخطوة هو تقليل الاحتكاك بين المواطنين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين المنتشرين في القطاع. وحذَّرت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة من أن انهيار نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة يعرض جميع السكان للخطر وشددت الوكالة على أن كبار السن هم الأكثر عرضة لهذه المخاطر، في ظل نقص الخدمات الطبية والأدوية وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع وأشارت الوكالة «نحتاج إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة ورفع الحصار لاستعادة تدفق منتظم للإمدادات المنقذة للحياة».
بموازاة ذلك، قال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي إنهم لا يرصدون تغييراً في شروط «حماس» من أجل إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى في أعقاب الحرب على إيران، رغم أن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن «حماس» معنية بالتوصل إلى اتفاق وفق ما ذكرت صحيفة «هآرتس» وحسب الصحيفة، فإن الاعتقاد في جهاز الأمن أنه تتزايد احتمالات التوصل إلى اتفاق، لكنهم ينسبون ذلك إلى تغيير في الرأي العام الإسرائيلي، الذي يؤيد إنهاء الحرب من خلال اتفاق تبادل أسرى وإلى احتجاجات عائلات الجنود المنهكين والتراجع العام في تأييد الجمهور لأهداف الحرب ويعتقد ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي أن الحرب على غزة استنفدت نفسها، بسبب إرهاق الجنود وكذلك بسبب عدد الجنود القتلى المرتفع منذ أن خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار واستأنفت الحرب على غزة، في آذار/مارس.(وكالات)
0 تعليق