وسّعت «أوماينينغ»، شركة البنية التحتية للعملات المشفرة التي تتخذ من دبي مقراً لها وتعمل ضمن منظومة مركز دبي للسلع المتعددة، عملياتها نحو كينيا بما يشمل إطلاق منشأة جديدة في المنطقة الاقتصادية الخاصّة هناك، لتكون واحدة من أضخم عمليات نشر تكنولوجيا «الويب 3» في شرق إفريقيا من قبل شركة تعمل انطلاقاً من الإمارات.
يأتي دخول «أوماينينغ» في وقتٍ تشهد فيه كينيا اهتماماً متزايداً من كبار شركات التكنولوجيا العالمية مثل «مايكروسوفت»، في حين تشير تقارير إلى أن «غوغل» و«أمازون» تجريان دراسات جدوى للتوسّع في المنطقة. وستكون منشأة «أوماينينغ» الجديدة بمثابة مركز تشغيلي للشركة، على أن تبدأ بقدرة 90 ميجاواط مع خطط لتوسيعها إلى 200 ميجاواط. واختارت الشركة كينيا بفضل عدة عوامل جذابة أهمها الاستقرار في تكاليف الكهرباء ولوائحها التنظيمية المحفزة للمستثمرين وحضورها العالمي المتنامي. وتقدم مدينة نايفاشا، التي تحتضن المنشأة، مجموعة متنوعة من المزايا، بما فيها مناخ معتدل تتراوح درجة حرارته بين 6 و30 درجة مئوية على مدار العام، ونظام إعفاء ضريبي بالكامل داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة، وعملة ترتبط قيمتها بالدولار الأمريكي بشكلٍ وثيق.
وقال فرانشيسكو كولوتشي، الشريك الإداري لدى «أوماينينغ»: «نشهد بداية مرحلة تحولية جديدة يصبح فيها تعدين العملات المشفرة في متناول الجميع من خلال تمكين الأفراد من ذلك دون تدخل حكومي. ونشارك في حركة عالمية تعيد تشكيل المشهد المالي للعالم».
ويمكن لعمليات تعدين العملات المشفرة أن تلعب دوراً أوسع نطاقاً في الأسواق التي تعاني من نقص في الكهرباء. وقطعت كينيا أشواطاً كبيرة في مجال توليد الطاقة المتجددة، إلا أن توسيع شبكات الكهرباء في المناطق الريفية يبقى تحدياً اقتصادياً بسبب انخفاض الطلب. وقد يسهم استهلاك «أوماينينغ» الثابت والواسع النطاق للطاقة واستثماراتها على مستوى المنطقة في تحقيق استقرار الإيرادات طويلة الأمد لمزودي الخدمات الكهربائية، مما يدعم البنية التحتية على المدى البعيد ويحسن فرص الوصول للطاقة.
ومن جانبه، قال لورينزو كاليغاريس، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لدى «أوماينينغ»: «ما نبنيه ليس مجرد بنية تحتية ضخمة، بل بيئة تشغيلية متكاملة. ومن الضروري التواجد في أماكن تتفهم طبيعة عملنا وتتيح لنا التحرك بسرعة وبمسؤولية. وهذا ما وجدناه في دبي، ونطبق النموذج ذاته في كينيا».
وتبرز المنطقة الاقتصادية الخاصة في كينيا بصفتها خياراً ذكياً بالمقارنة مع الأسواق المزدحمة، إذ تقع على مقربة من نيروبي دون أن تعاني من ازدحامها، وتستفيد من بنية لوجستية قوية. ومع وجود سياسات جاذبة للاستثمار وتوفّر إمدادات طاقة موثوقة، بدأت المنطقة تغير نظرة الشركات العالمية إليها باعتبارها مركزاً مستقبلياً للأعمال الرقمية.
وتجذب مساعي كينيا لتعزيز موقعها كوجهة للمناطق الاقتصادية الخاصّة اهتمام العديد من القطاعات، لا سيما في ضوء توفر القوى العاملة الماهرة والتكامل المتزايد مع أنظمة التجارة الرقمية حول العالم. وكان كينيث شيلولي، الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة، أشار في تصريح مؤخراً إلى الدور الذي يمكن لشركات تعدين العملات المشفرة مثل «أوماينينغ» أن تلعبه للمساهمة في إيجاد فرص العمل في المنطقة الاقتصادية الخاصة وإفساح المجال لتحقيق الإيرادات من قطاع الطاقة.
ومن المتوقع أن تتطور الروابط التي تجمع دبي بوجهات مثل كينيا نحو علاقات اقتصادية رقمية أكثر عمقاً واستدامة؛ وتعد الخطوة التي تتخذها «أوماينينغ» خير مثال على ما قد تؤول إليه هذه العلاقات عملياً.
«أوماينينغ» تتوسع تكنولوجياً في إفريقيا عبر كينيا

0 تعليق