نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«القلق الرقمي» وجرس الإنذار, اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 09:34 صباحاً
لا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ تحذيرات جديدة من التأثيرات السلبية الناتجة عن التقنيات على صحة الأطفال، فالمؤشرات العالمية عن أوضاع الأطفال بمختلف شرائحهم العمرية في جميع دول العالم أصبحت مخيفة جدا وغير مبشرة، لأن الأمور التربوية والاجتماعية تسير نحو الخروج عن السيطرة، وهذا هو الواقع الحقيقي الذي نشاهده اليوم ولا يمكن إنكاره نهائيا.
ويكشف تقرير منظمة (كيدز رايتس)، بالتعاون مع جامعة إيراسموس في روتردام، أن الطفولة تواجه اليوم أزمة نفسية متفاقمة، تغذّيها بيئة رقمية سامة تقودها منصات التواصل الاجتماعي، إذ بين التقرير العالمي الذي شمل 194 دولة أن معظم الأطفال الصغار والمراهقين والذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما يعانون اضطرابات نفسية بسبب التفاعل المفرط مع التقنيات، وسلط الضوء على العلاقة بين التدهور النفسي والاستخدام القهري للمنصات الرقمية، وما يرافقه من عزلة وتفكك اجتماعي.
ويظل السؤال هنا: هل خرجت الأمور عن السيطرة في تعلق الأبناء بالتقنيات وتحديدا الهواتف الذكية ولا سيما (الجوال)؟
كلنا ندرك حجم المخاطر المترتبة والتي تنعكس على صحة الأطفال، والواقع أنه لا يمكن حرمانهم نهائيا من تلك الشاشات، ولكن يجب التعامل مع المشكلة وضبطها بوضع معايير لمدة ومواعيد استخدام الطفل لهذه الأجهزة، كما يجب أن يشمل التوجيه والنصح الأطفال الكبار المراهقين واليافعين، فهذه الشريحة للأسف بدأت تشكو من عدة مشاكل صحية (وقد لمست ذلك عن قرب في عيادتي)، ورغم ذلك فهذه الشريحة الغالية مستمرة في وضعها دون أي تصحيح وتقنين في استخدام الأجهزة الالكترونية.
وما يدعو للاستغراب أن بعض الأسر ومن أجل راحتها والبحث عن الهدوء من صراخ وزعيق وشقاوة الأطفال ولإسكاتهم تضع الأجهزة بين أياديهم حتى يلتزموا الصمت، وهذا السلوك الخاطئ بلا شك قد يعيق تعلم استراتيجيات تنظيم العواطف مع مرور الوقت، ويجعلهم يتعلقون بالأجهزة بشكل أقوى، فيصعب هنا على الأسر التحكم بالوضع لكونه أصبح خارج السيطرة وزاد تعلق الأطفال بتلك الشاشات.
وفي هذا الصدد أظهرت دراسة مجرية أن استخدام الأجهزة الرقمية مثل الهواتف الذكية وسيلة لتهدئة الأطفال أثناء نوبات الغضب قد يؤدي إلى صعوبات في تنظيم مشاعرهم في المستقبل، وشددت على أهمية السماح للأطفال بتجربة المشاعر السلبية ودور الآباء الحاسم في هذه العملية، وأكدت الدراسة على أن نوبات الغضب تعد جزءا طبيعيا من نمو الأطفال، ولكن كيفية التعامل مع هذه النوبات قد تؤثر بشكل كبير على تطورهم العاطفي.
وما يخص الأضرار الصحية السلبية التي تترتب على إدمان الأطفال على الأجهزة فيمكن حصر بعضها في النقاط التالية:
- إجهاد العين، فالتحديق في شاشة صغيرة لفترات طويلة يؤدي إلى إجهاد العين، وجفاف العين والصداع وصعوبة التركيز.
- آلام الرقبة عندما تصبح عضلات الرقبة متيبسة أو مؤلمة بسبب انحناء الرقبة إلى أسفل لساعات طويلة.
- ضعف الوظائف الإدراكية بسبب الاعتماد المفرط على الأجهزة، وتقليل القدرة على التركيز على المهام الموكلة له أو الدراسة.
- اضطرابات النوم والأرق، فالضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يتداخل مع إنتاج الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم.
- الإجهاد النفسي، إذ يعاني الأطفال من التوتر والقلق بسبب الاستخدام المفرط للأجهزة، وقد يؤدي ذلك إلى أعراض التوتر والقلق والأرق مع مرور الوقت.
- زيادة الوزن، فقد ربطت دراسات عددية بين الاعتماد على الأجهزة والسمنة لدى الأطفال، لكون العزلة تؤدي الى عدم الحركة.
0 تعليق