كشفت دراسة علمية أجراها باحثون من جامعة بوسطن عن العلاقة المباشرة بين النوم العميق وتنظيف الدماغ من البروتينات السامة المرتبطة بالخرف.

توصل الباحثون إلى نتائج مذهلة، تؤكد أن النوم فائدته لا تقتصر فقط على نشاطك في اليوم التالي، لكنه قد يحميك من أضرار قد تحدث بعد سنوات.

بداية الاكتشاف: كيف تم رصد تنظيف الدماغ؟

قادت الدكتورة لورا لويس من جامعة بوسطن فريقاً للأبحاث عام 2019، استخدم تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي إلى جانب تخطيط كهربائي للدماغ، لرصد ما يحدث في الدماغ أثناء النوم العميق.

وكانت المفاجأة في ملاحظة تدفقات إيقاعية للسائل الدماغي الشوكي، تغمر الدماغ في موجات متناسقة خلال مرحلة النوم غير الحلمي.

وطردت الموجات الفضلات والسموم المتراكمة، بما في ذلك بروتين «بيتا أميلويد»، الذي يعتقد العلماء أنه يلعب دوراً أساسياً في تطور مرض الزهايمر.

ما هو نظام الجليمفاتيك؟

النظام المكتشف يُعرف باسم «الجليمفاتيك»، وهو أشبه بشبكة صرف صحي في الدماغ، تعمل على إزالة الفضلات الخلوية والسموم العصبية أثناء النوم العميق فقط.

في المقابل تكون الخلايا العصبية نشطة أثناء اليقظة، والمسافات بينها ضيقة، مما يمنع تدفق السائل المنظف بكفاءة، أما أثناء النوم العميق، فإن المسافات تتسع، مما يسهل مرور السائل الدماغي الشوكي ليغسل الدماغ ويطرد السموم.

لماذا يرتبط الخرف بالنوم السيئ؟

أثبتت الأبحاث المتعددة أن الأشخاص الذين يعانون نوما متقطعا أو قصيرا أو سطحيا يكونون أكثر عرضة لتراكم البروتينات الضارة في الدماغ بمرور الوقت.

وأوضحت الدكتورة لورا لويس: «في غياب النوم العميق، تتعطل عملية التنظيف، والتراكم المستمر لهذه السموم يؤدي إلى تدهور إدراكي وزيادة خطر الخرف بشكل ملحوظ».

كيف تحصل على نوم عميق ينظف دماغك؟

الوقاية تبدأ من اتباع عادات النوم الصحية، وهناك خطوات بسيطة لكنها قد تكون فعالة، أبرزها النوم من 7 إلى 9 ساعات يومياً، ويفضل أن تكون في الليل.

أطفئ الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل، لأن الضوء الأزرق يثبط هرمون النوم «الميلاتونين»، وحدد مواعيد نوم واستيقاظ ثابتة، هذا يساعد دماغك على الدخول سريعاً في مراحل النوم العميق.

قلل الكافيين بعد الظهر، فهو يبقى في جسمك لساعات ويمنع النوم العميق، وهيئ غرفة نوم هادئة ومظلمة، حيث ان البيئة المحيطة تؤثر بشدة على جودة نومك.