أرجعت خبيرة بارزة في المركز القومي للبحوث في مصر، ارتفاع نسب الإصابة بين قطاعات واسعة من الأطفال بمرض حساسية القمح، الى أسباب وراثية. وأشارت إلى أن هذا المرض يصنف ضمن الأمراض المناعية، لكنه في الوقت نفسه يظهر لدى الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة.
وقالت د.غادة القصاص، أستاذ طب الأطفال بالمركز: التعرض المبكر للجلوتين المعروف ببروتين القمح، يلعب دوراً كبيراً في الإصابة بهذا المرض، خصوصاً قبل سن ستة أشهر، ومن المهم الالتزام بالرضاعة الطبيعية فقط حتى هذا العمر.
ولفتت د.غادة القصاص في إحدى جلسات المؤتمر السابع عشر لمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز، إلى أن التعرض المبكر للعدوى، أو كميات كبيرة من المضادات الحيوية، أو الإصابة بفيروس الروتافيرس المسبب للنزلات المعوية، يزيد من خطر الإصابة بمرض حساسية القمح. وأوضحت أن الأعراض تتراوح بين الإصابة بالإسهال المزمن والانتفاخات، والشعور بالآلام المستمرة في البطن، وعدم الرغبة في الأكل، وقد يصاحب ذلك القيء أو الإمساك.
ويعاني الأطفال المصابون بمرض حساسية القمح الإجهاد المزمن والصداع، إلى جانب التهاب الأطراف والمفاصل، ويكونون أكثر عرضة للإصابة بالكسور المختلفة نتيجة نقص فيتامين «د» والكالسيوم، بالإضافة إلى مشاكل في الأسنان والنقص الحاد في الوزن.
واوضحت د.غادة القصاص أن الالتزام بالغذاء الخالي من الجلوتين يلعب دوراً كبيراً في العلاج، إذ تتحسن بعده معظم الأعراض بشكل كبير خلال عام واحد، وتتجدد خلايا الأمعاء، وتختفي الأجسام المضادة من الدم. وأشارت إلى نجاح باحثين بالمركز القومي للبحوث في تطوير وجبات غذائية مبتكرة للأطفال المصابين بهذا المرض، على هيئة «كورن فليكس»، خالية تماماً من الجلوتين الظاهر والخفي. وقالت: تحتوي هذه الوجبات على جميع العناصر الغذائية الضرورية بنسب متوازنة، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن اللازمة للطفل.
0 تعليق