استمر تحذير السلطات في الصين الوسطى والجنوبية من حالة تأهب قصوى اليوم الجمعة تحسباً لمزيد من الفيضانات المفاجئة، مع تسارع وتيرة الرياح الموسمية السنوية في شرق آسيا وهطول أمطار غزيرة تهدد بحدوث اضطرابات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقالت وكالة أنباء شينخوا الرسمية، نقلاً عن وزارة الموارد المائية وهيئة الأرصاد الجوية الوطنية، بأنه تم إصدار تحذيرات باللون الأحمر وهي الأولى هذا العام، في وقت متأخر من مساء الخميس وشملت المقاطعات: آنهوي وخنان وهوبي وهونان وقويتشو ومنطقة قوانغشي.
خسائر مروعة في أسوأ موسم أمطار تشهده الصين
تسببت الأمطار الغزيرة أمس الخميس، في جنوب مقاطعة هونان في حدوث أسوأ فيضانات منذ عام 1998 في المنبع والمصب من نهر ليشوي، بعد أن تجاوز منسوب المياه علامة الأمان بأكثر من مترين.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على تطبيق «دويين» وهو الاسم المحلي لـ«تيك توك» في الصين النهر وهو يفيض فوق الطرق الرئيسية، حاملاً معه الحطام في اتجاه التيار.
وفي مدينة تشونغتشينغ الجبلية جنوب غربي البلاد، غمرت المياه الموحلة مباني سكنية وجرفت بعض السيارات مع السيول التي اندفعت عبر الشوارع، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام رسمية أمس الخميس.
وفي بعض الحالات، اقترب منسوب المياه من قمم أعمدة الكهرباء.
كما تم إجلاء ما يقرب من 300 شخص من بلدات وقرى في إحدى المقاطعات الجبلية في تشونغتشينغ، حيث وصل إجمالي المطر اليومي إلى 304 ملم (12 بوصة).
وارتفع منسوب أحد الأنهار المحلية بما يزيد عن 19 متراً نتيجة تجمع مياه الأمطار القادمة من الجبال، وفقاً لما ذكره التلفزيون المركزي الصيني (CCTV).
مخاوف اقتصاديه بسبب وصول موسم الأمطار قبل موعده
وصل موسم الأمطار في الصين خلال عام 2025 في وقت أبكر من المعتاد، حيث بدأ في أوائل يونيو، والذي يتبعه عادة موجات حر شديدة تحرق المحاصيل التي تنجو من التربة المشبعة بالمياه وتستنزف الخزانات وتتسبب في تشوه الطرق والبنية التحتية الأخرى.
وقد تجاوزت الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الكوارث الطبيعية 10 مليارات دولار في يوليو 2024 وهو الشهر الذي يبلغ فيه هطول الأمطار ذروته عادة.
كما تم تسجيل انقطاع في خدمات المياه والكهرباء في بعض المناطق، بحسب CCTV.
وأضافت وكالة شينخوا أن منسوب المياه في عدد من الأنهار الأخرى في مدينة تشونغتشينغ تجاوز أيضاً مستويات التحذير بسبب الأمطار الغزيرة.
حرق المحاصيل وغرق المدن.. تداعيات تغيير المناخ على الصين
تشكل الأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة، التي يربطها خبراء الأرصاد الجوية بتغير المناخ، تحديات كبيرة متزايدة لصانعي السياسات، إذ تهدد بإغراق أنظمة الحماية من الفيضانات المتقادمة.
كما تتسبب في تشريد الملايين وإلحاق أضرار جسيمة بالقطاع الزراعي في الصين الذي تبلغ قيمته 2.8 تريليون دولار.
ويُذكر أن موسم الأمطار في الصين، الذي بدأ هذا العام في أوائل يونيو أبكر من المعتاد، يتبعه عادة موجات حر شديدة تحرق المحاصيل مما يسبب خسائر فادحة للقطاع الزراعي.
وقد بلغت الأضرار في عام 2020 ثلاثة أضعاف هذا الرقم، عندما شهدت الصين أحد أطول مواسم الأمطار خلال عقود، حيث استمرت الأمطار لأكثر من 60 يوماً، أي نحو ثلاثة أسابيع أطول من المعتاد.
0 تعليق