شهدت الأيام الماضية جدلاً حول مصير حيوان وحيد القرن الأبيض الشمالي، واقتراب انقراضه ليلحق بالديناصورات وباقي الكائنات التي لم يعد لها وجود على الأرض.
الجدل حول وحيد القرن الأبيض الشمالي بدأ حين نشر الكاتب الأمريكي ماثيو لاكروا صورة للحيوان عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، معلناً نفوق آخر ذكر من الكائن المهدد بالانقراض، نتيجة لأفعال البشر التي أنهت وجوده بعد 55 مليون سنة.
وعبر العديد من رواد منصات التواصل الاجتماعي عن دهشتهم من توقيت منشور لاكروا، حيث نفق آخر ذكور وحيد القرن الأبيض الشمالي في عام 2018، وليس مؤخراً كما أوحى بحديثه.
ما هو مصير وحيد القرن الأبيض الشمالي في عام 2025؟
أصبح وحيد القرن الأبيض الشمالي على حافة الانقراض النهائي، بعد نفوق آخر ذكر يحمل اسم «سودان» في عام 2018، داخل محمية أول بيجيتا في كينيا.
ولم يتبق من السلالة اليوم سوى أنثيين فقط هما «ناجين» و«فاتو»، حيث تعيشان وسط حراسة مسلحة على مدار الساعة في آخر بقعة تأوي هذا النوع المهدد بالفناء.
يُعتبر وحيد القرن الأبيض الشمالي من أندر الكائنات الحية على وجه الأرض، وقد اختفى من موطنه الأصلي في السودان وأوغندا والكونغو الديمقراطية بسبب الصيد الجائر وارتفاع الطلب على قرونه في الأسواق غير القانونية، ومع عدم وجود ذكور أحياء، يعد النوع «منقرضاً وظيفياً»، أي أن التكاثر الطبيعي لم يعد ممكناً.
مستقبل وحيد القرن الأبيض الشمالي
على الرغم من قتامة الصورة، لا تزال جهود الإنقاذ مستمرة عبر مشروع علمي طموح يعرف باسم BioRescue، يقوده علماء من عدة دول.
ويستخدم المشروع تقنية الإخصاب في المختبر (IVF) لجمع بويضات من «فاتو» الأنثى الناجية، وتلقيحها بحيوانات منوية مجمدة من ذكور نافقة، حيث تم إنتاج 30 جنيناً مجمداً، والهدف هو زرعها في إناث من وحيد القرن الأبيض الجنوبي، باعتبارهن أمهات بديلات.
نجح العلماء في تحقيق أول حمل في يناير 2024، واستمر لمدة 70 يوماً قبل أن ينتهي بسبب عدوى بكتيرية، وعلى الرغم من فشل التجربة، فإن الجنين كان ذكراً سليماً وتطور بشكل طبيعي، ما فتح باباً للأمل.
تحديات منع انقراض وحيد القرن الأبيض الشمالي.. الجنوبي هو الأمل الأخير
المخزون الجيني لسلالة وحيد القرن الأبيض الشمالي محدود للغاية، ما دفع الباحثين إلى استكشاف تقنيات متقدمة مثل استخدام الخلايا الجذعية لتوليد بويضات وحيوانات منوية جديدة، هذه المرحلة تجريبية، لكنها تمثل فرصة أخيرة لإنقاذ هذا النوع من الانقراض الكامل.
في المقابل، لا تزال السلالة الجنوبية من وحيد القرن الأبيض صامدة، ويقدر عدد أفرادها بـ نحو 17,000 في البرية، ما يوفر أساساً عملياً للتجارب الجينية باستخدام أمهات بديلات.
مكان وجود آخر أنثيين من وحيد القرن الأبيض الشمالي
تعيش أنثيا وحيد القرن الأبيض الشمالي، «ناجين» و«فاتو»، في محمية «أول بيجيتا» الواقعة في منطقة لايكيبيا، وسط كينيا.
تمتد المحمية على مساحة 360 كيلومتراً مربعاً، وتعد آخر موطن معروف لهذه السلالة على وجه الأرض، وهي المكان الذي نفق فيه آخر ذكر، «سودان»، في 2018.
وتبلغ كلفة حماية كل وحيد قرن نحو 850 دولاراً شهرياً، ويعمل فريق ميداني لحراستهما ليلاً ونهاراً، وسط غياب تام لحالات الصيد الجائر منذ خمس سنوات، ما يعزز من فرص استمرار هذه الجهود في بيئة آمنة.
0 تعليق