روما - أ ف ب
في محاولة لإنقاذ المنتخب الإيطالي المتعثر في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال 2026، عيّنت إدارة الاتحاد الإيطالي لكرة القدم جينارو غاتوزو مدرباً جديداً لـ«الأتزوري». ويُنتظر تقديمه رسمياً يوم الخميس المقبل في العاصمة روما، في خطوة تهدف إلى بث الروح القتالية مجدداً في جسد المنتخب الباهت.
الـ«غرينتا» تعود مع غاتوزو
مصطلح «غرينتا» الذي يرمز إلى القتال والصلابة في الكرة الإيطالية، يجد تجسيده الكامل في غاتوزو. ابن الـ47 عاماً الذي اشتهر بروحه المشتعلة كلاعب وسط شرس في ميلان، يسعى الآن لنقل هذه العدوى الإيجابية إلى لاعبيه.
إبراهيموفيتش يشهد لغاتوزو: «رجل الحرب»
الزميل السابق لغاتوزو في ميلان، النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، قال عنه ذات مرة: «إذا اضطررت للذهاب إلى الحرب، فالشخص الأول الذي تفكر فيه هو غاتوزو... لا يوجد الكثير مثله». شهادة تلخص شخصية المدرب الجديد.
بداية متواضعة في كالابريا.. وصعود بثبات
وُلد غاتوزو في كوريليانو كالابرو، ونشأ في بيئة متواضعة حيث كان والده فرانكو يعمل نجاراً. رفضه نادي بولونيا في سن الثانية عشرة لم يكن نهاية الطريق، بل بداية لطريق طويل بدأه مع بيروجيا.
من الدرجة الثانية إلى إسكتلندا.. وخطوة غير قانونية
في سن 18، خاض أولى مبارياته الاحترافية في «سيري ب»، ثم جذب أنظار رينجرز الإسكتلندي الذي ضمه في صفقة مثيرة للجدل، كانت آنذاك مخالفة لقواعد فيفا، لكنها مهدت الطريق لمغامرة أوروبية جديدة.
التحول الكبير: من ساليرنيتانا إلى المجد مع ميلان
عاد غاتوزو سريعاً إلى الدوري الإيطالي مع ساليرنيتانا، لكن مستواه اللافت فتح له أبواب ميلان. هناك، حقق كل الألقاب الممكنة بين 1999 و2012، منها دوري أبطال أوروبا، الدوري الإيطالي، وكأس العالم للأندية.
«رينغيو» تحت قيادة أنشيلوتي
تحت إشراف المدرب الكبير كارلو أنشيلوتي، أصبح غاتوزو رمزاً للصلابة والضغط المستمر. حصل على 90 إنذاراً وطُرد أربع مرات فقط في 15 موسماً، لكنه كان عنصراً حاسماً في خط الوسط الدفاعي لميلان.
بطل العالم 2006: فصل ذهبي مع الأتزوري
بلغت مسيرة غاتوزو الدولية ذروتها مع تتويجه بكأس العالم 2006 بعد الفوز على فرنسا بركلات الترجيح. ورغم تسجيله هدفاً واحداً فقط في 73 مباراة دولية، إلا أن بصمته كانت واضحة بروحه القتالية.
مشوار تدريبي متعثر رغم البداية المبكرة
بدأ غاتوزو مسيرته التدريبية عام 2013 مع سيون السويسري، لكن النجاح ظل بعيدًا. تجربته الأبرز كانت مع نابولي حيث فاز بكأس إيطاليا عام 2020، فيما فشل في فرض بصمته مع أندية كبرى مثل فالنسيا ومرسيليا.
غاتوزو لا يهدأ..حتى على الهواء
رغم تعثراته الفنية، لم تفارقه طباعه النارية. في تجربته الأخيرة مع هايدوك سبليت الكرواتي، دخل في مشادة على الهواء مع محلل تلفزيوني. تصرف يختصر شخصيته: لا يعرف الهدوء حتى خارج المستطيل الأخضر.
مهمة إنقاذ الأتزوري: القتال من أجل الوجود
المهمة الجديدة لغاتوزو مع المنتخب الإيطالي تتجاوز الخطط الفنية، إنها محاولة لزرع الحماسة والانضباط في فريق مهدد بالغياب عن كأس العالم للمرة الثالثة توالياً بعد خيبات 2018 و2022. فهل يكون غاتوزو المنقذ؟
0 تعليق