مرّت رحلة قلب صخرة دفاع المنتخب الأردني يزن العرب «30 عاماً» بمطبات ومنعطفات عدة قبل حمله شارة كابتن «النشامى» في مباراة التأهل إلى كأس العالم 2026 أمام المنتخب العُماني بعد إصابة القائد الأول إحسان حداد بتمزق في وتر عرقوب القدم اليمنى.
لا ينسى يزن العرب الذي يضم رصيده 70 مباراة دولية ويُعد من الأكثر حضوراً كلاعب أساسي في تشكيلة «النشامى» مؤخراً أصعب موقف كروي عاشه عندما قرر الاتحاد الماليزي لكرة القدم في سبتمبر/ أيلول عام 2023 حرمانه من اللعب مدى الحياة في ماليزيا بعدما اعتدى على حكم مباراة فريقه سيلانغور في الدوري الماليزي في لحظة انفعال فقد خلالها أعصابه.
اعترف اللاعب بخروجه عن النص والإساءة إلى الحكم واعتذر له ولأسرة ناديه سيلانغور الماليزي وللمنظومة الكروية الأردنية والمنتخب الوطني.
وقال في مراجعة صادقة من ذاته: «أخطأت وأعتذر لوالدي ووالدتي وأهلي عمّا بدر مني دون وعي وسيطرة على رد فعلي ونتيجة اختلاط المشاعر والضغوط السلبية والسيئة، وأتعهد بعدم تكرار ما حدث وسيكون ذلك درساً لي».

أثبت يزن العرب تعلمه من الدرس حتى الآن وواجه ضغوطاً وصعوبات كثيرة على صعيد تنقلاته بين الأندية واستكمال مشواره مع المنتخب كان يعود من خلالها كل مرة إلى ما تعهد به مرتكزاً على تمثيل الرياضة الأردنية كما يجب.
وبينما لم تسر العقوبة دولياً على يزن العرب كانت الأشهر التالية صعبة، فانتقل لفترة قصيرة إلى نادي الشرطة العراقي قبل أن يستدعيه مدرب المنتخب الأردني للانضمام إلى «النشامى» في مركز قلب الدفاع خلال بطولة كأس آسيا في قطر ويؤكد المدرب ثقته في اللاعب ليؤدي الأخير دوره بصلابة وقوة ويخرج بلقب أفضل لاعب في أكثر من مباراة ثم يفرح مع الأردنيين بتحقيق وصافة البطولة لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية.
خلال بطولة كأس آسيا أعلن يزن العرب انتقاله إلى نادي معيذر في الدوري القطري قاصداً الاستمرار في الاحتراف والحصول على فرصة جديدة لإثبات نفسه بعدما كان لعب في أندية أردنية أبرزها الوحدات والجزيرة ولأنه لاعب قوي ومقاتل شرس في قلب الدفاع أصبح عنصراً رئيسياً لا يستغني عنه مدرب «النشامى» في وضع خطط المباريات.
ظهر يزن العرب بمستويات متميزة كصخرة دفاع على صعيد المنتخب الأول بعدما كان بدأ كظهير أيسر في المنتخب الأولمبي عام 2011 وأسهم بشكل كبير في تحقيق «النشامى» انتصارات عربية ودولية مواصلاً في الوقت نفسه حضوره الاحترافي بانتقاله في يوليو/ تموز عام 2024 إلى ناديه الحالي إف سي سول في الدوري الكوري الجنوبي.
يراجع يزن العرب محطات على صعيد المنتخب والأندية وهو يحمل شارة قائد «النشامى» في المباراة التي فاز فيها المنتخب الأردني على نظيره العُماني 3-0 ليضمن التأهل للمرة الأولى في تاريخ الكرة الأردنية إلى كأس العالم قائلاً: «حلم كتبناه بالعرق وحققناه بالإصرار».
وأضاف: «كثيرون شاهدوا الصورة النهائية لكن قليل منهم عرف تفاصيل ما حدث قبل ذلك».
وتابع: «شهور من الضغط مرّت.. إصابات ولحظات ألم ولم أستطع النوم من التعب مرّات وسافرت آلاف الكيلومترات من كوريا الجنوبية بين مباراة وأخرى أقاتل مع النادي وأعود أقاتل مع المنتخب حتى أحفظ مكاني».
واسترسل: «فرق توقيت أنهكني.. جسمي كان يلعب بساعته القديمة.. أنام بينما يجب أن أكون مستيقظاً والعكس، ولكن في كل مرة أرتدي شعار النشامى كنت أنسى التعب لأن اللعب من أجل الأردن لا يعرف التعب وإنما يعرف شرف ومسؤولية وطن خلفنا».
يزن العرب وجه شكره لكل من دعمه في لحظات صعبة، ولكل مدرب وثق به، ولكل زميل قاتل معه، ولكل مشجع صرخ باسمه واسم «النشامى». وقال: «هذا التأهل لكل أم أردنية دعت ولكل طفل كان يحلم. هذا لبلدنا الأردن وجاهزون لنكتب التاريخ في كأس العالم».