جثث على طول الطريق.. معركة البيت الأبيض و«بي بي سي» حول ضحايا مساعدات غزة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد: محمد كمال

هاجم البيت الأبيض تغطية «بي بي سي» للصراع في غزة، متهماً إياها بأخذ كلام حماس على أنه «حقيقة كاملة»، بخصوص قتلى توزيع مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، وهو ما نفته الهيئة البريطانية مؤكدة التزامها الحياد، فيما نقلت عن شهود عيان قولهم إنهم أحصوا عدداً من الجثث على طول طريق الوصول إلى مركز مساعدات في رفح.

وتأتي تعليقات البيت الأبيض على لسان المتحدثة كارولين ليفيت، بعد حوادث متكررة، شملت مقتل عشرات الفلسطينيين حول مراكز توزيع المساعدات التي تسيطر عليها مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة جديدة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث اتُهمت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على المدنيين.

اتهامات بالتزييف

وقال كارولين ليفيت، إن المسؤولين الأمريكيين يحاولون التحقق من تقارير إطلاق القوات الإسرائيلية النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون استلام المساعدات، ثم هاجمت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، قائلة: «خلافاً لبعض وسائل الإعلام، لا نأخذ كلام حماس على أنه حقيقة مطلقة. نفضل التدقيق في كلامهم.. على عكس بي بي سي».

ثم لوحت بنسخة مطبوعة من تقارير نشرت على موقع هيئة الإذاعة البريطانية في اليوم السابق، ووصفت كيف تغيرت العناوين من القول إن دبابة إسرائيلية قتلت 26 شخصاً، إلى إطلاق نار أسفر عن مقتل 31 شخصاً. وأضافت: «أوه، انتظر، كان عليهم أن يصححوا ويحذفوا قصتهم بأكملها، قائلين إننا راجعنا اللقطات ولم نتمكن من العثور على أي دليل على أي شيء».

وأضافت: «لذا سنتحقق من التقارير قبل اتخاذ أي إجراء. وأقترح على الصحفيين المهتمين بالحقيقة أن يفعلوا الشيء نفسه للحد من انتشار المعلومات المضللة حول العالم».


رد هيئة الإذاعة البريطانية

والثلاثاء، نفت هيئة الإذاعة البريطانية اتهامات ليفيت، وقالت إنها ملتزمة بتقريرها. وقال متحدث باسم بي بي سي: «إن الادعاء بأن الهيئة حذفت خبراً بعد مراجعة اللقطات خاطئ تماماً. لم نحذف أي خبر، ونتمسك بمصداقيتنا الصحفية»، وفقاً لصحيفة تليغراف.

وأضاف: «تم تحديث قصصنا الإخبارية وعناويننا الرئيسية حول حادثة مركز توزيع المساعدات الأحد على مدار اليوم، بأحدث أرقام القتلى كما وردت من مصادر مختلفة.

وكشف أن أرقام الضحايا تختلف بالنظر على خبر سريع الحركة، وذلك بدءاً من الرقم الأول البالغ 15 قتيلاً من المسعفين، مروراً بـ 31 قتيلاً من وزارة الصحة التابعة لحماس، ووصولاً إلى البيان النهائي للصليب الأحمر الذي أفاد بمقتل 21 شخصاً على الأقل في مستشفاهم الميداني. وهذا أمر طبيعي.

ورغم تصريحات ليفيت عن حذف الخبر، فإن النسخة النهائية من التقرير موجودة على موقع هيئة الإذاعة البريطانية، حيث ذكرت أن عدد القتلى بلغ 21.

فيديو الدبابة

ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية بشكل منفصل تقريراً على موقع BBC Verify قالت فيه إن مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع يُعتقد أنه تم التقاطه في أعقاب إطلاق النار عند مركز تقديم المساعدات، لكن يعود إلى مكان وزمان مختلفين.

ويُعد هجوم متحدثة البيت الأبيض، أحدث انتقاد لتغطية بي بي سي للصراع، وفي الشهر الماضي، أبرز برنامج «توداي» على قناة بي بي سي تصريحاً لتوم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، بأن 14 ألف رضيع في غزة قد يموتون خلال 48 ساعة.

ولاحقاً، أصدرت الهيئة تصحيحاً، عندما اتضح أن الرقم كان تقديراً لعدد الأطفال المعرضين لخطر«سوء التغذية الحاد» بحلول مارس/آذار من العام المقبل.

رفض عالمي للممارسات الإسرائيلية

ورغم الانتقادات الموجهة لبي لبي سي، فإن الرفض العالمي للحرب الإسرائيلية العنيفة على غزة آخذ في الاتساع، خصوصاً في ظل تكرار عمليات استهداف طالبي المساعدات بنظامها الجديد.

وتصر إسرائيل على أنها من خلال إنشاء مراكز توزيع مخصصة لهذا الغرض في مدينة رفح جنوب غزة، فإنها تفي بالتزاماتها الإنسانية وتمنع حماس من سرقة المساعدات. ومع ذلك، فقد نددت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أخرى بالنظام الجديد، لأنه ينتهك المبادئ الإنسانية من خلال إجبار المدنيين على السير لمسافات طويلة وخطرة لتلقي المساعدات.

جثث على طريق المساعدات

وقد وقعت حتى الآن ثلاث حوادث إطلاق نار تورطت فيها قوات إسرائيلية وأسفرت عن مقتل أكثر من 50 مدنياً. وتحدث شهود عيان عن إطلاق نيران من قبل قناصة وقصف مدفعي، فيما انتشرت الجثث على طول الطريق المؤدي إلى مراكز المساعدات الجديدة. فيما قال شهود عيان، إنهم تعرضوا لإطلاق نار من طائرات مسيرة بالقرب من موقع توزيع المساعدات في رفح.

ويرى مراقبون أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في إنقاذ مصداقية مشروع المساعدات، الذي تعد الولايات المتحدة الداعم الرئيسي الوحيد لإسرائيل فيه، وبالتالي، استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة.

وتوقفت عمليات تسليم المساعدات إلى غزة بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية، قبل استئنافها من قبل مؤسسة غزة الإنسانية، والتي علقت أعمالها إثر تكرار حوادث القتل، كما لم يحصل الكثيرون على أي مساعدة عند وصولهم إلى مركز التوزيع، فيما أطلقت القوات الإسرائيلية النار أثناء عودتهم، بذريعة منع الفوضى.

وقال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إن الهجمات القاتلة على المدنيين حول مواقع توزيع المساعدات تشكل«جريمة حرب».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق