جاء ذلك، خلال ترأس رئيس الوزراء، اليوم الاثنين، في مكتبه برام الله، اجتماعا لمتابعة سير خطة وإستراتيجية وزارة التربية والتعليم العالي، من أجل التنمية وتطوير جودة التعليم العام في فلسطين، بحضور وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم، ووكيل الوزارة نافع عساف، وطاقم من الوزارة، ووكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي محمود عطايا، ورئيس المكتب التنفيذي للإصلاح والتطوير المؤسسي.

وقدمت الوزارة عرضا لخطتها ورؤيتها المبنية على عدة محاور للنهوض بقطاع التعليم كخطوة أولى نحو تعزيز ممارسات العملية التعليمية بمراحلها كافة، ابتداءً برياض الأطفال مرورا بالتعليم العام، وصولا إلى التعليم العالي.

وتهدف الخطة إلى إحداث نقلة شاملة في نظام التعليم، تتجلى في تحسين مخرجاته ودمج مسارات تعليمية متنوعة لإعداد الطلبة وتأهيلهم لمرحلة التعليم العالي وسوق العمل، إضافة إلى تعزيز قدرة النظام على الصمود والاستجابة للتحديات والأزمات.

وعن مراحل العملية التعليمية، التي تبدأ بمرحلة التعليم ما قبل المدرسي، فإن الخطة تعمل على بناء الأسس القوية للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، وضمان حصول جميع الأطفال على تعليم عالي الجودة في هذه المرحلة، ما يُعتبر سابقة نوعية بإعطاء هذه المرحلة أولوية من أولويات وزارة التربية والتعليم.

وفيما يخص مرحلة التعليم العام، فإن رؤية الوزارة تركز على تطوير المواد التعليمية والمناهج الوطنية بما يراعي التحول الرقمي، وزيادة الوصول والالتحاق بمرحلة التعليم ما قبل المدرسي والتعليم المهني، وتعزيز جودة التعليم في المراحل كافة، وتفعيل العمل على تطوير منظومة التقييم، وخاصة نظام الثانوية العامة.

وعلى صعيد التعليم العالي، فإن محاور التطوير الإستراتيجية لهذه المرحلة تركز على الارتقاء بمنظومة البحث العلمي والابتكار، ودعم مجالات التعليم التقني والفني في الجامعات.

وتضمنت الخطة تحديات التعليم في القدس وقطاع غزة، والتدخلات المطلوبة للحد منها، إضافة إلى التوسع في رقمنة العملية التعليمية، والتحضير لتجربة ذلك على عينة من المدارس كمرحلة أولية، خصوصا بعد أن درست الوزارة تجارب العديد من الدول الرائدة في هذا المجال.

ولضمان التميز والإبداع، تتضمن الخطة رؤية لإطلاق نظام المهننة لتشجيع المعلم المتميز، إلى جانب تصميم برامج تأهيل مستمرة للطواقم التدريسية.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء أهمية التعليم على المستوى الوطني خصوصا مساهمته في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والصمود الوطني والسياسي وعملية التحرر والاستقلال.

وأعرب مصطفى عن أمله في أن تُحدِث الخطة غير التقليدية نقلة شاملة في عملية التعليم، تؤهل من خلالها طلبتنا لسوق العمل، وتؤهل اقتصادنا ومجتمعنا للتعامل مع تحديات المرحلة المقبلة، والاستعداد لبناء وطن مستقل يعتمد على ذاته وقادر أن ينافس على كل المستويات.

وشدد رئيس الوزراء على اهتمام الرئيس محمود عباس بخطة وزارة التربية والتعليم العالي لأهمية التعليم والارتقاء بالعملية التعليمية، مؤكدا أن الاهتمام بالنهوض بالمسيرة التعليمية والطلبة، بما في ذلك في قطاع غزة والتحضير لدمج العملية التعليمية فيه مع العملية التعليمية في الوطن، يُعتبر أولوية لدى الحكومة.

وبين مصطفى أن الحكومة قررت أن يكون التعليم المهني والتقني محورا أساسيا في عملها، لأهمية هذا النوع من التعليم ومساهمته في إيجاد فرص عمل مهمة للشباب خاصة في المجالات الصناعية والزراعية والتكنولوجية التي هي في تزايد ولها حاجة كبيرة.

من جانبه، أشار برهم إلى أن وزارة التربية والتعليم تسير بخطى متسارعة لتطوير نظام تعليمي تفاعلي بالاستفادة من تجارب دولية رائدة بهذا المجال، إذ تقوم الوزارة على ترجمة ذلك ضمن مبادرة محددة بمسارات عمل مدروسة، للوصول إلى الهدف الأشمل وهو التعليم من أجل التنمية.