في المؤتمر الصحفي الحكومي الذي عقد الأسبوع الماضي أكد وزراء الإعلام، والحج والعمرة، والنقل والخدمات اللوجستية، والصحة، حرص الدولة - أيدها الله - بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - على توفير أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وزوار مسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأوضحوا الكثير من الخدمات التي هيئت والإمكانيات التي وضعت توافقا مع رؤية المملكة 2030 التي جعلت من خدمة ضيوف الرحمن هدفا إستراتيجيا، وعملت على تيسير الاستضافة وتقديم خدمات عالية الجودة وإثراء تجربتهم الدينية والثقافية، وجعل رحلة الحج ذكرى راسخة بالأذهان على مدى الأزمان.

وأبرز وزير الإعلام أنه تم تجهيز أكثر من 25 ألف مسجد في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة، ووزعت 2.5 مليون نسخة من المصحف الشريف إضافة إلى 1.3 مليون بطاقة تعريفية رقمية تحمل رموز QR للمكتبة الالكترونية»، إضافة لتسخير المملكة للخدمات التقنية الرقمية وخوارزميات الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود وتفويج الحجاج.

وأكد أنه سيتم إطلاق النسخة الثانية من ملتقى «إعلام الحج» بالشراكة مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن على مساحة تتجاوز 6 آلاف متر مربع، وبمشاركة أكثر من 5 آلاف إعلامي محلي ودولي، مبينا أن هيئة الإذاعة والتلفزيون سخرت 25 عربة نقل و28 منصة بث وأكثر من 120 كاميرا بواقع 12 لغة لإنتاج 300 تقرير ميداني و7 برامج تلفزيونية و44 إذاعيا لنقل أجواء الحج إلى العالم أجمع.

فيما تطرق وزير الحج والعمرة إلى بطاقة «نسك» التي شهدت تحديثا كبيرا، مبينا أنه تم تطويرها بشكل شامل لتصبح رفيقا رقميا للحجاج، حيث أضيفت لها أكثر من 100 خدمة خلال العام الماضي.

وتناول وزير النقل والخدمات اللوجستية الحديث عن إطلاق مركز النقل العام لضمان تجربة نقل آمنة وميسرة لضيوف الرحمن، حيث تعمل المنظومة من خلال اللجنة التوجيهية للنقل المنبثقة من لجنة الحج العليا، للتكامل مع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الداخلية، ووزارة الحج والعمرة، وأمانة العاصمة المقدسة، والهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وغيرها، وتجهيز أكثر من 25 ألف حافلة، و9 آلاف سيارة أجرة، مشيرا إلى أن قطار المشاعر يقدم أكثر من 2,500 رحلة لتسهيل تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة.

وتم تخصيص 18 مسارا لنقل ضيوف الرحمن بين المدن، وعلى مداخل مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، كما أنجزت هيئة الطرق أعمال الصيانة لأكثر من 7,400 كيلومتر من الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة، وتم فحص 247 جسرا؛ لضمان جاهزية البنية التحتية.

وأمام ما أوضحه الوزراء فهناك مشاريع أخرى تنفذها شركة كدانة منها مشروع تظليل وتبريد الساحات المحيطة بمسجد نمرة، بهدف تلطيف المناخ في الساحة الشرقية، وشمل زراعة أكثر من 2,000 شجرة، وإنشاء 320 مظلة، وتركيب 350 مروحة، وتركيب 200 مروحة رذاذ في الساحات الشرقية لمنشأة الجمرات، لخفض درجات الحرارة، وتلطيف الأجواء، إضافة إلى تطوير منظومة الشرب في المشاعر المقدسة، من خلال تركيب 2,400 مشرب مياه على طرق المشاة، وتطوير منظومة الطهارة في مشعر منى بإحلال 2,116 دورة مياه واستبدالها بـ61 مجمعا حديثا من طابقين، تضم أكثر من 5,600 دورة مياه، وهناك مشروع إحلال السلالم الخرسانية في مشعر منى، ويتضمن تركيب 32 سلما كهربائيا حديثا، لتسهيل تنقل الحجاج بين المخيمات المرتفعة وتخفيف مشقة الصعود، خاصة كبار السن وذوي الإعاقة.

ويأتي مشروع إثراء المشاعر الذي يمثل تحولا نوعيا في عملية إسكان الحجاج بمشعر منى تماشيا مع رؤية المملكة 2030، ويتكون من مبان ذات طابقين، ويهدف إلى إثراء تجربة الحاج بتوفير إقامة متميزة من خلال وحدات سكنية بتصاميم حديثة، وحلول مستدامة، وكفاءة تشغيلية عالية، وتوفير مرافق خدمية تشمل مراكز حلاقة ومغاسل ملابس وغيرها من الخدمات المصممة لتلبية احتياجات الحجاج اليومية بكفاءة، ويستوعب المشروع نحو عشرين ألف حاج.

ومن البرامج التقنية هناك مشروع «مسار الطاقة» الذي يهدف إلى توليد الطاقة الكهربائية من خلال خطوات الحجاج في المشاعر المقدسة، وينفذ لتلبية احتياجات الطاقة في المشاعر المقدسة، وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، إضافة لدخول الذكاء الاصطناعي في حصر أعداد الحجاج الداخلين للمخيمات، وسيكون في هذا العام دور بارز للذكاء الاصطناعي في اكتشاف مخلفات المطابخ، وقياس رضا العميل من خلال قياس تعابير الوجه وحركة الجسم.

ختاما، إن عجلة تطوير خدمات الحجاج والمعتمرين ستواصل مسيرتها لينعم ضيوف الرحمن بأداء نسكهم بيسر وسهولة وراحة واطمئنان.