رئيس وزراء الصين: قمة آسيان والخليج والصين «استجابة لنداء العصر»

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كوالالمبور-أ ف ب

أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، الثلاثاء، أن أول قمة على الإطلاق بين بلاده وقادة جنوب شرق آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي هي «استجابة لنداء العصر» في عالم يعاني الضبابية الجيوسياسية.

وتسعى الاقتصادات المعتمدة على التجارة إلى حماية نفسها، لا سيما بعدما نسف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قواعد التجارة العالمية عبر الإعلان عن مجموعة من الرسوم الجمركية التي تستهدف مختلف دول العالم.

وعلى الرغم من أنه قرر بعد ذلك تعليق تطبيقها مدة 90 يوماً بالنسبة لمعظم الدول المعنية، فإن التجربة دفعت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لتسريع الجهود الرامية إلى تنويع شبكاتها التجارية.

وتستضيف العاصمة الماليزية، الثلاثاء، أول قمة بين آسيان والصين ومجلس التعاون الخليجي الذي يضم الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية.

وأكد لي أثناء الاجتماع أنه «على وقع وضع دولي متقلّب»، تعد القمة خطوة «رائدة في التعاون الاقتصادي الإقليمي».

وفي مستهل المحادثات، أعرب رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم عن ثقته بشأن قدرة الأطراف الثلاثة على «تشكيل مستقبل أكثر ترابطاً وأكثر صموداً وأكثر ازدهاراً لأجيال قادمة»، بعدما حذّر، الاثنين، من أن «النظام الجيوسياسي يشهد تحولاً».

ولطالما أدت آسيان دور «الوسيط» نوعاً ما بين الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة، والصين، بحسب ما أفاد تشونغ جا إيان من جامعة سنغافورة الوطنية.

وقال إنه في وقت يبدو أنه لا يمكن الاعتماد على واشنطن حالياً، فإن «الدول الأعضاء في آسيان تسعى إلى التنويع، وتسهيل المبادلات بين الخليج وجمهورية الصين الشعبية هو أحد جوانب هذا التنويع».

ويشير تشونغ إلى أن ماليزيا التي تتولى الرئاسة الدورية لآسيان هي القوة الرئيسية وراء المبادرة.

«محسوب وفي الوقت المناسب»

وتحمّلت بكين العبء الأكبر من رسوم ترامب وتسعى حالياً إلى كسب أسواق أخرى.

وتعد الصين وآسيان أكبر شريكين تجاريين. وارتفعت الصادرات الصينية إلى تايلاند وإندونيسيا وفيتنام بأرقام عشرية في نيسان/إبريل، بفضل إعادة تحويل مسارات سلع مخصصة للولايات المتحدة.

وقالت خو بينغ هووي من «جامعة مالايا»: إن مشاركة رئيس الوزراء لي كانت «محسوبة وفي الوقت المناسب». وأضافت أن «الصين ترى فرصة هنا لتعزيز صورتها بصفتها شريكاً اقتصادياً يمكن الاعتماد عليه، خصوصاً في مواجهة الجهود الغربية لفك الارتباط». وانخرطت بكين وواشنطن في فرض رسوم متبادلة إلى أن تم التوصل في سويسرا إلى اتفاق لخفضها على مدى 90 يوماً.

وما زالت السلع الصينية تخضع لرسوم أعلى من غيرها. وفي مسودة بيان القمة، تعرب دول آسيان عن «القلق العميق حيال فرض رسوم جمركية أحادية الجانب». ولكن الرابطة لفتت في وقت سابق من هذا العام إلى أنها لن ترد بفرض رسوم من جانبها.

«أصدقاء للصين»

لطالما تجنّبت آسيان الاختيار بين الولايات المتحدة والصين. والصين هي رابع أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة في جنوب شرق آسيا، بعد الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي، بحسب تشونغ.

وأفاد أنور، الاثنين، بأنه بعث رسالة إلى الجانب الأمريكي طلب فيها عقد قمة بين آسيان والولايات المتحدة هذا العام، فيما أفاد وزير خارجيته بأن واشنطن لم ترد بعد.

لكن أي تقارب مع بكين سيكون مصدراً للمتاعب أيضاً على الرغم من إصرار أنور ليل الاثنين على أنه «بغض النظر عمّا يقال نحن هنا بصفتنا أصدقاء للصين».

وأكد الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس، الاثنين، لنظرائه الإقليميين «الحاجة الملحة» إلى تبني مدوّنة قواعد سلوك ملزمة قانوناً في بحر الصين الجنوبي.

وتتنازع بكين السيطرة على المنطقة مع خمس من دول آسيان، علماً أن مواجهات تدور بين الصين والفلبين منذ أشهر في المنطقة البحرية المتنازع عليها.

وأثار أنور مسألة بحر الصين الجنوبي مع لي، بحسب ما أفاد رئيس الوزراء الماليزي في منشور على «فيسبوك»، الثلاثاء، أعلن فيه الاجتماع الثنائي.

وقال تشونغ إن «أطرافاً أخرى في النزاع مستعدة ربما لترك الفلبين تتحمل عبء الضغط». وأضاف أن التوتر بين مانيلا وبكين «يعني بأن هذه القضايا لن تختفي، وإن كانت بلدان أخرى في جنوب شرق آسيا ترغب في التركيز على المسائل الاقتصادية».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق