نجح فريق بحثي من جامعتي قرطبة ومالقة الإسبانيتين، في تطوير تركيبة مبتكرة من الجص قادرة على «الإصلاح الذاتي» عند ظهور التشققات، وذلك باستخدام إضافات بلورية تتفاعل مع الماء لتكوين بلورات تسد الشروخ تلقائياً.
ويُستخدم الجص تقليدياً في ملء الفواصل بين البلاط، غير أن دوره يمتد إلى تطبيقات إنشائية أكبر، إذ يُحقن في أنظمة ما بعد الشد في الجسور والمشاريع الضخمة لملء الفراغات حول الكابلات، ما يمنح المنشآت مرونة إضافية لا توفرها الخرسانة وحدها. وهذا النوع من الأعمال يتطلب تخطيطاً دقيقاً ومواد ذات مواصفات عالية، مع صيانة دورية لضمان السلامة.
ويأتي هذا الابتكار ضمن مشروع أوروبي يحمل اسم SMARTINCS، ويهدف إلى تحسين أداء الجص في البيئات المعرضة للرطوبة والمياه، مثل السدود والجسور. وأوضحت سويلين دا روشا، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن إدخال الإضافات البلورية غيّر خصائص الجص الأساسية مثل الانسيابية والسيولة، ما استدعى إعادة صياغة دقيقة للتركيبة لتحقيق توازن مثالي دون المساس بالأداء الإنشائي.
وبحسب الدراسة، نجح الفريق في التوصل إلى صيغة متوازنة من الجص الذكي، قادرة على التفاعل مع الرطوبة وإصلاح التشققات ذاتياً. وتُعد هذه التقنية خطوة واعدة نحو تحسين عمر واستدامة البنى التحتية الخرسانية.
0 تعليق