غياب بوتين يوجه ضربة لمحادثات إسطنبول للسلام في أوكرانيا

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إسطنبول - رويترز
تجاهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي له بالذهاب إلى تركيا الخميس، للقائه شخصياً، ما وجه ضربة لآفاق إحراز تقدم في عملية السلام.
وأرسل بوتين مجموعة من المستشارين ونواب الوزراء لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا في إسطنبول، بينما قوّض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال جولته في الخليج، فرص تحقيق تقدم كبير عندما قال، إنه لن يكون هناك تحرك في محادثات السلام إذا لم يجتمع هو مع بوتين.
وقال زيلينسكي، إن قرار بوتين عدم الحضور وإرساله لفريق وصفه بأنه «شكلي» يظهر عدم جديته في إنهاء الحرب.
وأضاف أنه لن يذهب بنفسه إلى إسطنبول وسيرسل فريقاً برئاسة وزير الدفاع سيكون مكلفاً بمناقشة وقف إطلاق النار. ولم يتضح بعد موعد بدء المحادثات فعلياً.
وذكر زيلينسكي، بعد لقائه نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة أنه «لا يُمكننا أن نجوب العالم بحثاً عن بوتين».
وتابع يقول: «أشعر بأن روسيا لا تحترمنا. لا موعد للاجتماع، ولا جدول أعمال، ولا وفد رفيع المستوى، هذا عدم احترام لشخصنا ولأردوغان ولترامب».
ويؤيد زيلينسكي وقف إطلاق نار فورياً، وغير مشروط لمدة 30 يوماً، لكن بوتين قال إنه يريد أولاً بدء محادثات لمناقشة تفاصيل هذه الهدنة.
وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الغزو الشامل، تتمتع روسيا بالتفوق في ساحة المعركة، وتقول إن أوكرانيا قد تستغل وقف الحرب في استدعاء قوات إضافية، والحصول على أسلحة أخرى من الغرب.
ويقول ترامب وبوتين منذ شهور، إنهما حريصان على لقاء بعضهما لكن لم يتحدد أي موعد للقائهما بعد.
وأبدى ترامب مؤخراً استياءه بشكل متزايد تجاه موقف بوتين في الأسابيع القليلة الماضية وهدد بفرض عقوبات إضافية على التجارة الروسية.
وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية: «لن يحدث شيء حتى نجتمع أنا وبوتين». ويبدو أن تعليقه قوّض بشكل أكبر إمكانية تحقيق تقدم دبلوماسي في تركيا.

* ارتباك دبلوماسي


يُعد الارتباك الدبلوماسي دليلاً على شدة العداء بين الطرفين المتحاربين، وعدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب، الذي أثار تدخله منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني استياء أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين بشدة.
وفي الوقت الذي كان فيه زيلينسكي ينتظر بوتين في أنقرة دون جدوى، لم يجد فريق التفاوض الروسي في إسطنبول أي شخص يتواصل معه من الجانب الأوكراني.
وتجمع نحو 200 صحفي قرب قصر دولمة بهجة على مضيق البوسفور، وهو المكان الذي حدده الروس لحضور المحادثات.
ويتنازع الطرفان المتحاربان منذ أشهر على لوجستيات وقف إطلاق النار ومحادثات السلام، ويحاول كلاهما أن يظهر لترامب الجدية بشأن تحقيق السلام وإنهاء ما يصفه «بالحرب الحمقاء».
وسقط مئات الآلاف من الجانبين ما بين قتيل وجريح في أعنف صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وهددت الولايات المتحدة مراراً بالانسحاب من المحادثات ما لم يتم إحراز تقدم واضح. وقال ترامب إنه سيتوجه إلى المحادثات في تركيا، الجمعة، إذا كان ذلك «مناسباً».
وأضاف: «آمل فقط أن تتمكن روسيا وأوكرانيا من فعل شيء ما. يجب أن يتوقف هذا».
واتهمت روسيا أوكرانيا «بمحاولة عمل استعراض» حول المحادثات. وقال كبير المفاوضين الروس، إن موسكو مستعدة لبدء العمل الجاد ومناقشة التسويات الممكنة.
وعندما سُئل عما إذا كان بوتين سينضم إلى المحادثات في وقت لاحق، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف «من السابق لأوانه الآن معرفة نوع المشاركة المطلوبة وعلى أي مستوى ستكون... الوفد الروسي جاهز، وينتظر في إسطنبول».
وأعلنت روسيا، الخميس، أن قواتها سيطرت على بلدتين جديدتين في منطقة دونيتسك. وذكّرت المتحدثة باسم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الصحفيين بتصريحه العام الماضي، بأن أوكرانيا «تتقلص» في غياب اتفاق لوقف القتال.

* أول محادثات منذ ثلاث سنوات


إذا مضت المحادثات قدماً، فسيتعين عليها معالجة الهوة بين الجانبين بشأن مجموعة من القضايا. ويرأس الوفد الروسي المستشار الرئاسي فلاديمير ميدينسكي وزير الثقافة السابق الذي أشرف على إعادة صياغة كتب التاريخ المدرسية لتعكس رواية موسكو للحرب. ويضم الوفد نائب وزير الدفاع، ونائب وزير الخارجية، ورئيس المخابرات العسكرية.
وشارك أعضاء رئيسيون من الفريق، بما في ذلك ميدينسكي، في محادثات بإسطنبول في مارس/ آذار عام 2022، وهو ما يشير إلى أن موسكو تريد المتابعة من حيث ما انتهت إليه المحادثات السابقة.
لكن الشروط التي كانت قيد المناقشة آنذاك، حينما كانت أوكرانيا لا تزال تعاني آثار الحرب في بدايتها، لم تكن في صالح كييف. وشملت هذه الشروط مطلباً روسياً بخفض الجيش الأوكراني.
وبعد سيطرة القوات الروسية على نحو خُمس مساحة أوكرانيا، تمسك بوتين بمطالبه القديمة لكييف بالتنازل عن بعض الأراضي، والتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والتحول إلى دولة محايدة.
وترفض أوكرانيا هذه الشروط باعتبارها ترقى إلى الاستسلام، وتسعى للحصول على ضمانات لأمنها المستقبلي من القوى العالمية، ولا سيما من الولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إن زيلينسكي أظهر حسن نيته بزيارة تركيا، لكن هناك «كرسياً فارغاً» كان ينبغي أن يجلس عليه بوتين.
وأضاف: «يماطل بوتين ومن الواضح أنه لا يرغب في الدخول في مفاوضات السلام هذه، حتى عندما عبر الرئيس ترامب عن استعداده ورغبته في تسهيل هذه المفاوضات».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق