صناعة البخور حرفة برائحة الذكريات

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الشارقة: هدى النقبي

في زوايا البيوت الإماراتية القديمة، وبين عبق الحناء ورائحة السدر، كانت الأمهات يصنعن البخور أو «الدخون»، ليصنعن من هذه الحرفة باب رزق وموروثاً عطرياً لا يُنسى، فقد تحولت هذه الحرفة إلى مصدر دخل مهم للنساء ولم تكن صناعة البخور مجرّد عادة؛ بل فنّ وذوق ومصدر دخل يُعتمد عليه.

كان البخور في السابق من الأمور المهمة التي تصنع في البيوت الإماراتية، لأنها تحمل روائح زكية وإضافات المعطرات من المسك والعنبر وماء الورد.

تقول موزة راشد النقبي، من خورفكان: في صناعة البخور، كنا في السابق نجلب المواد من بومباي (الهند) والبحرين، فتعددت المواد مثل (سحالة العود مع الصمغ) فالبداية نحضر الصينية وندقة ونفور العنبر مع ماي الورد ونحطه ونرش عليه المسك، ثم نضعه بصينية دائرية داخل الغرفة ونعرضه على المروحة لينشف لعدة أيام ومن ثم نضعه بزجاجات.

وتضيف: لصنع الدخون مع الزيت المعطر يتم وضع المسك والعنبر المخلوط مع ماي الورد، فنخلطه ونسويه كور بأحجامها المختلفة الكبير والصغير على حسب الزجاجات، فهذا النوع نستطيع استخدامه بنفس الوقت ونتبخر فيه.

وتوضح لصنع (المخمرية) يكون بالجوز المعطر ومحلب وقسط الهندي ندقه ونطحنه إلى أن يصبح ناعماً ثم نخلطه مع الزعفران، ووضع عليه عطر الزعفران، نغطيه ونضعه فمكان مظلم. في السابق كنا داخل الكبت (الخزانة) لمدة 40 يوماً وتفوح ريحته ونضعه داخل الغرش الزجاج وتعبئته وكان الهدف من التخزين الجيد الحفاظ على الرائحة لأطول فترة ممكنة ومنع الرطوبة من التأثير في جودة المنتج، ونستفيد منه بالتعطر ومنها هدايا.

اليوم، على الرغم من تطور الصناعة وانتشار الماركات التجارية، يبقى دخون الأمهات رمزاً لجمال البساطة والإبداع الشعبي، هو ليس فقط بخوراً يفوح في المجالس؛ بل حكاية من الزمن الجميل، تعبق بالحنين وتستحق أن تُروى، وتُحفظ، وتُستثمر في المستقبل.

أخبار ذات صلة

0 تعليق